على الخط الفاصل بين ولايتي نيفادا وأريزونا، وبالتحديد على أطراف مدينة بولدر، أسست شركة صغيرة عام 1926م لنفسها شبكة خاصة لخطوط طيران النزهة أسمتها «جراند كانيون ايرلاينز». تدار خطوط جراند كانيون باحترافية ومهنية عالية طوال أيام السنة بطواقم طيران متخصصة وجدولة رحلات منتظمة على مدار العام. وتستقبل الشركة الزوار والمسافرين القاصدين للوصول لأحد عجائب الدنيا: الأخدود العظيم «جراند كانيون». اليوم تدار من مطار مدينة بولدر -الذي لا تتجاوز مساحته 650 مترا مربعا- 5 خطوط جوية بعضها لا يوجد له أي وجود آخر سوى في هذه المنطقة، وليس لها إلا وجهة وحيدة ذهاباً وإياباً. تخدم هذه الخطوط الزوار القاصدين منطقة الجراند كانيون، وتوفر للزوار كافة التجهيزات اللازمة لرحلة متكاملة في هذه المنطقة البديعة بملامحها الجغرافية الصعبة، حيث توفر بديلاً يختصر على القادمين من مدينة فيغاس قرابة 16 ساعة للوصول لتلك المنطقة والعودة منها باستخدام السيارة. وإذا ما نظرنا إلى الفرص التي أتاحتها مثل هذه المبادرات أو المشاريع الصغيرة، فنحن نتحدث عن مشاريع إبداعية لدعم صناعة السياحة وتشغيل المؤهلين في مجال الطيران، من طيارين وعاملين في مختلف ما يصاحب الطيران من مهام إدارية وفنية وخلافه. الآن أعود بالنظر إلى بعض الوجهات السياحية السعودية كمدائن صالح والأخدود وجزر فرسان وعيون الأحساء وغيرها، مما تزخر به المملكة من المقومات السياحية متباعدة الأطراف، تجد أن أقرب نقطة طيران لأي من هذه الوجهات السياحية يتجاوز 100كيلو متر على أقل تقدير. صحيح أن دعم السياحة يحتاج لكثير من تضافر الجهود من التسهيلات اللوجستية والسكنية والخدمات التسويقية والإعلامية، لتحقق التكامل المطلوب لدعم السياحة في المملكة، لكن التجارب السابقة في مجال الطيران السياحي حققت نتائج مغرية جداً، سواء على مستوى القطاع نفسه أو من منظور توفير الفرص الوظيفية أو حتى التجارية.