كما هو متوقع من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز آلِ سعود أمير منطقة نجران بادر مشكورا إلى دعم ومساندة الحملة التي أطلقت في منطقة نجران بشأن مشروع تسجيل منطقة الأخدود الأثرية في منظمة اليونسكو بصفتها واحدة من مواقع أقدم الحضارات وأعرقها على مستوى العالم. الأمير الشاب لن يبخل على المنطقة بشيء، فوقته ومتابعته واهتماماته بشؤون المنطقة أمر يعرفه الجميع، ومشروع حضاري رائد يتعلق بالتراث والثقافة والسياحة من المؤكد أنه يجد العناية والاهتمام من سمو أمير المنطقة وكذا من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والقائمون على التراث والثقافة وشأن السياحة في نجران من موظفين وإعلاميين ورجال أعمال حان الوقت لاستثمار جهودهم ومعرفتهم لإعداد ملف يليق بالنجاح الذي تستحقه الأخدود. ونجران بأهلها من مثقفين وإعلاميين ومن ورائهم كل السعوديين والسعوديات سيدعمون هذه الحملة ويصلون بها إلى مبتغاها إن شاء الله. الأخدود ليست مغارة جعيتا في لبنان ولا جزيرة أبو طين في أبو ظبي مع الاحترام والتقدير للقيمة التاريخية والمكانية للموقعين، الأخدود تحتاج علاوة على جهود أميرها و عزم سكانها إلى وصفة تمتزج فيها السياحة بالاقتصاد والآثار والتراث والثقافة الأخدود بهذا الإرث الحضاري والأهمية التراثية والقيمة التاريخية كنز أهمل طويلا، وليس من العيب الاعتراف بأن إبراز هذه الواجهة تأخر كثيراً. ولتكن هذه الخطوة المباركة حركة إلى الأمام لنفض الغبار ومسح بقايا الإهمال عن هذا الكنز الأثري، الأخدود كقيمة أثرية تاريخية ومعلم حضاري وسياحي تحتاج في تقديري إلى علاقة تواصل جديدة بالمحيط المحلي ومناطق الجوار وبقية مناطق المملكة. تسجيل الأخدود ضمن المواقع الأثرية والتراثية عالميا وفي منظمة بحجم اليونسكو أمر له أهميته ولكن تبقى الجسور بين الأخدود والإنسان السعودي من شرورة إلى الجوف وبين زوار المملكة من العرب والأجانب المهتمين بالآثار والسياحة ذات أهمية خاصة، أقل ماينتظر مستقبلا ألا يشعر من يزور مدينة الأخدود الأثرية أنه في منطقة عسكرية محظورة، وأنه يحتاج لإذن كتابي من جهة حكومية للدخول إلى منطقة الأخدود والتجول بين أطلالها، وإذا كان ذا حظ عظيم ودخل الأخدود فسيتمنى أن يجد لافتات إرشادية ومرافق خدمية ودليلا سياحيا يساعد في فك رموز كتابات ورسوم متناثرة، أو يعثر على مكان لبيع التذكارات والهدايا والصور حول الموقع. الأخدود تراث وحضارة و اقتصاد وتنمية محلية يمكن بعث الحياة الاقتصادية في شرايينها عبر القطاع الخاص ويمكن أن توفر فرص عمل وكسبا شريفا لكثير من أبنائنا. الأمل أن تكون الأخدود بصمة بارزة في منطقة نجران وفي المنطقة الجنوبية بشكل عام، وأن نجد يوما آثار الأخدود الشهيرة مطبوعة على بطاقات صعود الطيران الداخلي المتوجه إلى نجران من المناطق الشرقية والغربية والشمالية من المملكة ، والأمل أن يقابل كل من يصل إلى مطار المنطقة حافلات نقل سياحي عامرة ببرامج زيارات و رحلات إلى الأخدود . الأخدود ليست مغارة جعيتا في لبنان ولا جزيرة أبو طين في أبو ظبي مع الاحترام والتقدير للقيمة التاريخية والمكانية للموقعين، الأخدود تحتاج علاوة على جهود أميرها و عزم سكانها إلى وصفة تمتزج فيها السياحة بالاقتصاد والآثار والتراث والثقافة، والله المعين. Salem-asker@ hotmail.com