لاتزال صرخات الاحتجاج والاعتراض على قرارات الحكام مستمرة حتى الآن. اسمعوا أصواتهم في المدرجات «حرام ياحكم» وبعضهم يردد «فاشل فاشل» فماذا يريدون؟ هل لهم الحق في هذا السب والشتم؟ أين الروح الرياضية؟ أين احترام قوانين الكرة؟ حتى وصلت عدوى الاحتجاجات على التحكيم إلى المدربين الأجانب واللاعبين. وأصبح الحكم هو الشماعة التي يعلق عليها الفاشلون أخطاءهم. حتى وصل الوضع إلى ما هو أسوأ عندما يتطاول بعضهم على رؤساء الأندية وبعضهم على الإداريين وعلى الحكام وسبهم وكأنهم أعداء لهم، بل وتحميلهم خسارة فريقهم. أسطوانة مشروخة تتكرر في كل موسم وفي كل مباراة. حتى أن هذه الانتقادات طالت الحكام الأجانب أيضا فهم لايعجبهم العجب، المهم لديهم أن يفوز فريقهم. أما عندما يخسر سنرى حينها السب والاستهزاء واللعن، فمتى يرتدع هؤلاء؟ ومتى يعرفون حدودهم؟ ومتى يدركون أن الحكم بشرٌ قد يخطئ ولكنه لايتعمد الخطأ. فريق متواضع ولاعبون مستهترون لم يقدموا أي مستوى في هذه المباراة أو تلك، وإدارة ضعيفة وعندما يهزم فريقهم يقولون الحكم هو السبب. الحكم لم يحتسب لنا ضربة جزاء. الحكم جامل الفريق الآخر. الحكم لايفهم. الحكم.. الحكم.. هذا هو عذرهم، هذا ما اعتادوا عليه. لم يسلم منهم أحد فجميع الحكام لدينا تعرضوا للسب والشتم والتجريح، وهذا شيء مخجل ومؤسف أن تصل بنا الحال إلى هذا الوضع، وليتهم يعترفون بضعف فريقهم، وليتهم يحترمون الفرق الأخرى، وليتهم يعالجون أخطاء لاعبيهم، وليتهم يركزون على تطوير فريقهم ويجعلونه قويا ومنافسا على كل البطولات، بدلا من التطاول على الحكام والاستهزاء بهم. فلقد تضرر كثير من الحكام في الآونة الأخيرة من تجاوزات عديدة وظلم وتجن من قبل بعض اللاعبين والإداريين، الذين تناسوا أدوارهم في تهدئة الأمور ورضا بالواقع وعدم المبالغة في النقد والتجريح. يجب أن نغير من نظرتنا إلى الحكم ونعترف بأننا نقسو أحيانا على الحكام بالطعن في قراراتهم دون وجه حق. ففي نظري مهما أخطأ الحكم ومهما قدم من مستويات متدنية لا أجد ذلك مبررا في أن نتهجم عليه ونقذفه بأقسى العبارات. فهناك لجنة للحكام يجب الرجوع إليها في توجيه أي ملاحظة أو أي شكوى ضد أي حكم. فهي التي تقرر وتعطي كل ذي حق حقه. أما أن نترك الباب مفتوحا لكل من هب ودب في أن يشتم ويسب ويتطاول على الحكام، فهذا في نظري لايجب السكوت عليه ويجب إيقافه من قبل المسؤولين في رعاية الشباب، فلقد زادت الأمور عن حدها حتى وصلت أحيانا إلى محاولة ضرب الحكم والتهجم عليه بعد المباراة، فماذا بعد ذلك؟. وقفة يازمان العجائب وش بقى ما ظهر كل ما قلت هانت جد علم جديد