شنَّ جيشا النيجروتشاد الأحد هجوماً «برياً وجوياً» كبيراً في نيجيريا أمس ضد جماعة بوكو حرام من جنوب شرق النيجر الحدودي كما أفادت الحكومة النيجرية. وقال مصدر حكومي إن «هجوماً يشن على بوكو حرام»، مضيفاً «شنت قوات النيجروتشاد هجوماً على بوكو حرام على جبهتين في منطقة بوسو وقرب ديرام». وكان آلاف من الجنود النيجريينوالتشاديين منتشرين منذ أكثر من شهر في حالة دفاعية في إقليم ديفا تحت نيران بوكو حرام. وقال صحافي يقيم في ديفا كبرى مدن جنوب شرق النيجر «منذ هذا الصباح رأينا قوات نيجرية وتشادية تتجه إلى الحدود مع نيجيريا وبعد نحو نصف ساعة سمعنا أصوات إطلاق نار قوية خصوصاً من أسلحة ثقيلة». وأضاف المصدر «بعد ذلك أصبح صوت إطلاق النار بعيداً، ما يدل على ما يبدو على تقدم القوات داخل نيجيريا». وأشارت إذاعة إنفاني الخاصة ومقرها ديفا إلى أن «أكثر من 200 عربة رباعية الدفع مجهزة برشاشات ودبابات وسيارات إسعاف وصهاريج ماء وشاحنات نقل لوجستي» ضمن القافلة. كما أكدت الإذاعة أن طائرات قصفت السبت وفجر أمس مواقع بوكو حرام. ويشكل هذا الهجوم بداية فتح جبهة جديدة ضد بوكو حرام في نيجيريا. وتقوم تشاد منذ شهرين مع الكاميرون بهجوم آخر داخل الأراضي النيجيرية. وتعتبر مناطق شمال شرق نيجيريا معقلاً لبوكو حرام الناشطة جداً التي تشن منذ شهر هجمات في جنوب شرق النيجر المحاذي. وأعلن الاتحاد الإفريقي الجمعة أنه صادق على إنشاء قوة إقليمية للتصدي لبوكو حرام قوامها عشرة آلاف رجل وسيكون مقرها في نجامينا. من جهتها، أعلنت جماعة بوكو حرام النيجيرية مبايعتها تنظيم «داعش» في خطوة غير مفاجِئة؛ إذ بينت مؤشرات سابقة سعيها إلى الارتباط رسمياً بالتنظيم المنتشر في العراقوسوريا، وذلك وسط سلسلة من النجاحات التي حققها الجيش النيجيري ضد المقاتلين المتطرفين. وفي تسجيل صوتي بُثَّ السبت، أعلن زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو مبايعته زعيم تنظيم «داعش»، واصفاً الخطوة بأنها واجب ديني. وقال أبو بكر شيكاو في تسجيل مدته ثماني دقائق ووضع على حساب بوكو حرام على موقع تويتر «نعلن مبايعتنا خليفة المسلمين إبراهيم بن عوض بن إبراهيم الحسيني القرشي» أبو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه في يونيو 2014 «خليفة» على أراض بين سورياوالعراق. وكان أبو بكر شيكاو يتكلم بالعربية مع ترجمة مكتوبة لأقواله بالفرنسية والإنكليزية. ولا يمكن التحقق من صحة التسجيل الصوتي على الفور، لكن الصوت يعود بشكل واضح إلى شيكاو الذي يظهر عادة في رسائله التي يوجهها بتسجيلات فيديو. وتثير المبايعة إمكانية جرِّ القوى الغربية التي بقيت في منأى عن أي تدخل عسكري مباشر في شمال شرق نيجيريا إلى النزاع الدائر هناك، الذي أسفر منذ العام 2009 عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص. ويُنظر بشكل كبير إلى هذا النزاع على أنه قضية «محلية» أو إقليمية على أوسع تقدير.