في يوم التاسع من ربيع الآخر المنصرم، أعلن تعيين الوزير الدكتور عزام بن محمد الدخيل كوزير للتعليم . وأنا أعتقد أنه بمجرد اختيار هذا الرجل المتواضع والمثقف فقد بدأ مشوار تطوير التعليم في المملكة. الوزير الدخيل في موقف رائع له، ذلك حين كان يوقع أحد إصداراته في أحد المعارض الدولية وكان قد اصطحب والدته وهي تجلس بجانبه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن أخلاقه وصفاته وبره بوالديه وتواضعه السمح مع الجميع. ويُعد الدخيل أول وزير لوزارة التعليم بعد صدور أمر ملكي بدمج كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم. وعندما نبدأ الرحلة التطويرية للتعليم تكون قد بدأت مع وزيرنا الجديد الدخيل. وموضوع التعليم يحتاج إلى كثير من التركيز مع الوزير الدخيل، فهو ليس بهذه السهولة التي نتصورها، لأننا نتحدث عن الشيء الذي تعتمد عليه ثقافة واقتصاد البلاد ونموه وتطور شعبه. وعلى مايبدو لي أن الدكتور الدخيل خير من اختير لإدارة التعليم بشتى مجالاته. والتعليم ليس شيئا أساسيا فقط، بل هو ركيزة الدول المتقدمة. بالعلم لا يكون هناك أي نوع من أنواع التخلف والجهل بل تكون هناك ثقافة سامية. وأهمية التعليم لم تعد مسألة مختلفا عليها في أي منطقة من العالم، فبعض الدول مثل أمريكا واليابان أو بريطانيا بدأت بتطوير الإنسان والاستثمار فيه قبل أي شيء آخر، وقد أثبتت أن بداية التقدم الحقيقية والوحيدة هي التعليم والثقافة والوعي العقلي في كل دول العالم الأول، بل إن الدول المتقدمة تجعل التعليم في مقدمة برامجها وسياستها، ومن الطبيعي أن يكون للتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية في شتى بقاع الأرض، باعتباره نظاماً فرعياً داخل المنظومة المجتمعية الشاملة. ومن أهم متطلبات التعليم هي تنمية قدرات المتعلمين على الإبداع والابتكار والتفكير المنهجي والتطبيقات العلمية الحديثة، وعن طريق الحواسيب. ويمر التعليم بفترة حساسة نوعا ما من ناحية النشر التعليمي. فلقد مضى الزمن الذي يمكن فيه لأي دولة أن تنعزل داخل حدودها وتكون بعيدة عن العالم، وذلك بسبب أن واقع ثورة التكنولوجيا والاتصالات قد ربط بين الزمان والمكان والعالم بهذه المتغيرات، وأصبحت الدول تتجه إلى نظام عالمي جديد يتغير فيه نمط الحياة تماماً، وأصبح يعيش حضارة ثالثة معقدة تثير القلق، جعلت بعضهم يقضي أغلب وقته مع مخرجات تلك التكنولوجيا دون أن يحصد أي فائدة. أيضا الإنترنت يشهد سرعة فائقة في كل شيء، حتى الطعام أصبحنا نطلبه عن طريق الإنترنت. وهناك نوعية أخرى جديدة من التكنولوجيا المتطورة الحديثة التي لابد من دمجها في اُسلوب التعليم الجديد، في إطار تعليم مستمر وحديث في المملكة.