نَمُرُّ أحياناً بمواقف نتعرض فيها لسؤال مباغت، وقد لا يكون كذلك ولكن إجابته مهمة ومفصلية، ولكننا نرتبك أو قد تخوننا ذاكرتنا ومفرداتنا في صياغة الإجابة المناسبة، ونبقى بعد ذلك نعيد تكرار المحادثة في أدمغتنا ونستخدم ال «لو» كثيرا، فماذا لو أنني أجبت بهذه أو تلك أوَ لم يكن أفضل..! هذه الحالة عشتها في أول زيارة لي لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، فمع بداية دخولي إلى المعرض وفي الممر الرئيس قبل الولوج في صالة عرض دور النشر، توجد أركان متعددة لهيئات حكومية وجمعيات ومشاريع متميزة، كان من ضمنها ركن لمشروع أصدقاء القراءة، شعرت بالألفة معه واقتربت لأني أعرفه من خلال تويتر، المحصلة النهائية لهذا التوقف الودود هو سؤال ظاهره بسيط وإجابته لا أزال أفكر فيها حتى ساعة كتابة هذا السطر، ما أجمل أو أفضل كتاب قرأته؟! وأُعْطِيت ورقة ملاحظات صغيرة جداً بحجم «3سمx3سم» تقريباً يفترض أن أكتب عليها الإجابة لتعلق على اللوح المخصص لأفضل الكتب، فكرت دقيقة أو أقل وكتبت 4 أسماء ولا أعرف حقيقة هل الورقة أصغر من احتمالات الإجابة أم أن السؤال ظالم مثل أي أبنائك أحب إلى قلبك؟!! بقيت أفكر في أفضل الكتب التي قرأتُها حتى أنني فكرت في العودة إلى الركن لإعطائهم مزيدا من الأسماء، لكنني سأبدو كطفل ساذج عاد ليكمل الحديث في مشاجرة منتهية!، المحصلة أن اختيار أفضل أو أجمل كتاب قرأته لم يكن بالخيار الهين أبداً، لأنها محاولة مستحيلة لحصر الكم الهائل من الجمال الذي تمتعت به ذائقتي على مر السنين، وكأنه يجدر بي تذكر كل معلومة حضنها عقلي أو رسم كل ابتسامة باغتت محياي مع الحرف، والأكثر صعوبة حينما تحاول عد الدمعات التي مسحتها كتائه يحاول قراءة ما تبقى من السطر ليفهم أُم المعنى. جمان: لا يختصر الجمال في كتاب.. الحياة أكثر قابلية لأن تكون بين دفتيه.