منذ أن افتتحت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) مكتباً تمثيليّاً لها في مدينة الخبر مؤخراً، والاهتمام السعودي بخدمات الشركة يحقق ارتفاعاً بانتظام، فبعد أن حققت أعمال أبراج الحفر نموّاً في السوق السعودي، وخاصة أبراج الحفر البرية، أصبحت سوق البحرين تشكل أولوية إستراتيجية مع التطورات الجديدة التي شملت استحداث دائرة جديدة باسم دائرة سفن الدفاع والمشاريع الصناعية، التي أصبح لها بالفعل موضع قدم في احتياجات الإصلاحات البحرية لقطاع سفن الدفاع الحربية في المملكة العربية السعودية، وقد برز حضور (أسري) في المملكة من خلال مشاركتها المنتظمة في المعارض والمؤتمرات التي تقام بالشقيقة السعودية، ولعل آخرها المؤتمر البحري السعودي الذي أقيم في المنطقة الشرقية مطلع العام الجاري. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة (أسري) «نيلس كريستيان بيرج» لقد بلغت مساهمة الأعمال السعودية في إجمالي المبيعات لسنة 2014 نحو 40%، ومقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة، فقد بلغ الارتفاع نسبة عالية، ويعود ذلك أساساً إلى قسم الخدمات البحرية الذي يحقق إيراده من المملكة العربية السعودية إلى حدٍّ كبير، ومن بين جميع الأعمال التي قامت بها (أسري) للمملكة العربية خلال العام 2014، جاءت نسبة 66% من قسم الخدمات البحرية. وقال «لقد كانت أكبر عمليات اضطلعت بها الشركة للمملكة العربية السعودية، وساهمت مساهمة كبيرة في النسبة العالية وهي ثلاث عمليات لشركة «أرامكو» شملت برج الحفر «ARB» الذي خضع لإصلاح في قوائمه، و«ARB 2» و«ARB 3» اللذين خضعا لفحص خمس سنوات. وكان العام 2014، سنة مهمة بالنسبة لأعمال الخدمات البحرية، حيث اختار أغلب أبراج الحفر الإقليمية (أسري)، ومن بينها برج الحفر 655 التابع «لنابور» الذي خضع لإصلاحات بسيطة، وبرج الحفر «هاي آيلاند 7» التابع ل «شيلف»، و«جوبيتر 1» التابع ل «فوكس إنرجي» الذي أكمل المرحلة الأولى من برنامج الصيانة. وقال «أجرت الشركة أعمال تحويل لكل من زامل 63، وزامل 64، وزامل 506 حيث حولتها من قاطرات بحرية للإرساء إلى سفن دعم تشغيل عن بعد أو غطس أو سفن للتموين بالمواد الغذائية. وقد قامت دائرة الهندسة في «أسري» بجميع الأعمال الهندسية اللازمة لهذه السفن، وشملت البدن والآلات والرسوم الكهربائية والعمليات الحسابية. وقد أخذت دائرة الهندسة في «أسري» على نفسها مسؤولية موافقة جمعيات التصنيف ABS وBV على جميع الأعمال التي نفذتها، وبذلك تمكنت من تقديم حلٍّ متكامل من موقع واحد. وعلى صعيد الإنشاء أوضح الرئيس التنفيذي أن أغلب عملاء الشركة ينتمون إلى AOS، حيث تعمل «أسري» بالتعاون الوثيق مع «الزامل أوفشور» لتقدم إليهم سفن إرساء في المياه الضحلة مع مشغلي أرصفة مثل ATCO لقاطرات الموانئ ومحطة بوابة البحر الأحمر لصنادل الحاويات، مشيراً إلى أن من أبرز الأعمال الهندسية الانتهاء من تركيب ما قبل الهندسة رافعة كبيرة للتركيب على Rimthan 2، التي على أساسها منحت «أسري» الهندسة التفصيلية لتركيب الرافعة. و قال يتزايد أعداد أبراج الحفر في المملكة، وفي نفس الوقت بَنَت «أسري» لنفسها سمعة قوية بين الشركات التي تملك أو تتولى تشغيل الأبراج، وبافتتاح مكتب الشركة في الخبر ستكون هناك فرص أكثر للاستحواذ على هذه السوق المتنامية. وأشار إلى أن العمود الفقري لأعمال الإصلاحات البحرية في المملكة العربية السعودية هو «أرامكو السعودية» التي تتعامل معها «أسري» منذ سنين، ولا تظهر ما يوحي بخفض أعمالها، وفي ظل التعافي التدريجي الذي تشهده الأسواق، فإن مستقبل الأعمال في المملكة يبدو جيداً. كما أن تطوير مدينة الجبيل الصناعية وتوسعة ميناء الدمام ستزيد من عدد ناقلات الغاز والمواد الكيماوية، وسفن الحاويات التي تدخل هذه المنطقة، وتهدف «أسري» إلى تحويل هذه الحركة المتزايدة إلى فرص أعمال محتملة إذا احتاجت تلك السفن لدخول الحوض الجاف.