المملكة العربية السعودية ليست فقط هي الشقيقة الكبرى لدول مجلس التعاون الخليجي، بل هي الأم الرؤوم والحنون ذات الصدر المتسع الذي يحتوي الجميع من المحيط إلى الخليج، وليست حصرا هذه الأمومة على دول الخليج العربي فحسب، بل تمتد إلى دول العالم العربي الإسلامي. حينما هبت عاصفة مايسمي «الفسيخ العربي» لم تجد الدول التي تلظت وانكوت بنارها وتعرضت لموجاتها «ملجأ وملاذا» سوى المملكة العربية السعودية، وذلك إدراكا منها للقيمة الحقيقية والعمق الإسلامي والسياسي، والقوة التي تتمتع بها مملكتنا الحبيبة، وذلك الدور الريادي والقيادي الذي له التأثير الأقوى دولياً. فأغلب الدول المحيطة بالمملكة كادت أن تصبح أثرا بعد عين، ولكن لحنكة قيادة المملكة استطاعت أن تعيد التوازن إلى شقيقاتها وأن تعيدها وتقومها إلى أن تستعيد توازنها، ولكن على مايبدو أن بعض الدول يغيظها للأسف أن تكون المملكة بهذه القيمة والتأثير، فلربما لم يقرأوا التاريخ جيدا لهذا البلد المملكة العربية السعودية، وكيف بنيت هذه الدولة على أرواح ودماء الرجال الذين نزفوا دماءهم من أجل أن تكون المملكة بهذه القوة والتأثير. هي هكذا، شاء من شاء وأبى من أبى، فكما يقول البيت الشهير للمتنبي «وتصغر في عين العظيم العظائم» فذلك البيت ينطبق تماما على سعة صدر المملكة وتجاوزها عن صغائر الأمور، فلا تلتفت للترهات والفقعات، ولا يشكل لها أي هاجس فيما تكتبه الصحافة الصفراء والأبواق المزعجة، التي تشبه أصوات الغربان المزعجة بنعيقها!