استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الديوان الملكي بقصر اليمامة اليوم أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين وأعيان مناطق الرياض وحائل وعسيروالباحة ووفداً من منسوبي وزارة التربية والتعليم ورئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وجمعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه أيده الله. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها. بعد ذلك تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية:- بسم الله الرحمن الرحيم إخواني وأبنائي: "أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق، وأشكر كل واحد منكم رأيته وسلمت عليه، ولكن مع الأسف أنني لم أتمكن أن أقف، وإن شاء الله بعد أيام أو أشهر إن شاء الله. إخواني هناك كلمتان مادام المشايخ حاضرين وهي للشعب أجمع: إخواني .. يقال، ملك القلوب، أو ملك الإنسانية، أرجوكم أن تشيلوا هذا اللقب عني، الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها"وشكراً لكم يا إخوان . ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. خادم الحرمين الشريفين سلمه الله وأعانه على كل خير، نحمد الله على هذا التآلف، وهذه المحبة، واجتماع الكلمة، وتآلف القلوب على الخير والتقوى. نحمد الله أن وفقكم لما صدر من أوامر نافعة كان لها أثر فعال على الفرد والجماعة. كلمتكم المباركة التي دلت على مكانة الشعب في قلبك ومحبتك لهم أيضا يبادلونك هذا الحب العظيم، وهذه القرارات التي صدرت ولله الحمد إنما هي قرارات خير ونعمة، فيها رسالة للمسلم وللعالم أجمع أن هذا البلد بلد الإسلام، نشأ على الإسلام، وعاش على الإسلام، ولن يتحول عنه إن شاء الله، وحكام متعاقبون يحكمون بشرع الله ثابتون عليه. ثم هي رسالة أيضا لأن هذا البلد إصلاحه نابع من دينه و وطنه ليس بخارج عنه ، ولكن إصلاحه وما يُعمل من إصلاح نابع من دينه ، ثم من هذا الوطن ، من غير أن يُملي شيء من ذلك ، ثم هذه القرارات أعدتم فيها للعلم وأهله هيبتهم ، وأعدتم فيها لدعاة الفضيلة وحماة الفضيلة عن الرذيلة مكانتهم ، وللدعوة إلى الله مسارها ، وللمساجد حرمتها ، ولحلق تحفيظ القران آليتها واستمرارها بهذا الدعم السخي العظيم الواقع منكم ، ثم من تأمين المساكن وإعانة البناء ثم ملاحظة السلع التجارية والحرص بأن لا يكون هناك مغالاة وتلاعب بالأسعار، ثم الشؤون الصحية وحرصكم عليها، ثم هذه أيضا رسالة على أن هذا البلد متلاحم، متعاون يرفض الفتن والمصائب ويقف مع الحق، ويؤيد قادته على الخير والتقوى كما هم عليه من قبل. نسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يوفق ولي عهدك ونائبك الثاني لكل خير. عقب ذلك ألقى رئيس المحكمة الجزئية، الدكتور صالح بن إبراهيم آل الشيخ كلمة المشايخ قال فيها: "أتوجَّه ببالغ الشكر والامتنان لكم يا خادم الحرمين الشريفين على ما أصدرتموه لصالح الأمة من قرارات ملكية تاريخية، عمَّت بخيرها جميع أفراد الشعب السعودي وفئاته المتنوِّعة من العلماء والقضاة والدعاة ورجال الأمن وموظَّفي الدولة وطلبة العلم والجامعات ومحدودي الدخل والجمعيات الخيرية والمؤسسات والأندية الثقافية والأدبية والرياضية، وتأكيدكم على ضرورة ملاحقة الفساد والمفسدين بكل حزم. فلقد جاءت هذه القرارات الاستثنائية في هذه الحالة الاستثنائية التي تمرُّ بها المنطقة العربية لتؤكِّد للعالم عموماً وللمرجفين منه خصوصاً أن اللُّحمة السعودية بين القادة والشعب حالة فريدة أصيلة من الحب والوفاء المتبادَل بين الملك والشعب الطيب الوفيِّ . فهنيئاًَ للأمة بكم يا خادم الحرمين؛ لحرصكم على صيانة العلماء وتبجيلهم؛ لما لهم من الفضل والنبل، ولدورهم البالغ الأهمية في حراسة الدين وحماية الفضيلة، فلقد جاءت قراراتكم مُؤكِّدة على منع الإساءة إليهم وعدم تجريحهم في المجالس ووسائل الإعلام، وتلكم أعظم أمارة على حبِّكم لحَمَلَة الإسلام وحُماته وحَمَلَة ميراث النبوة. نشكركم خادم الحرمين الشريفين على اهتمامكم بأن يعمّ الرخاء جميع أبناء الوطن، وأن يشمل البناء والتعمير والتطوير جميع شؤون البلاد في توجُّه إسلامي أصيل، تؤكِّدون فيه على الثوابت العقدية، وترسِّخون فيه القيم الإيمانية العلية، وتحرصون فيه على المتغيرات العصرية في انسجام وتوازن، تؤكِّدون فيه على الأصل، وتسيرون فيه متطلَّبات العصر، وسوف يتوقَّف التاريخ عند هذه اللحظة المباركة التي أسعدت القاصي والداني، ولسوف يُسطِّرها الدهر بحروف من نور؛ لتكون درساً ونبراساً في السياسة الحكيمة والرياسة الرحيمة . وأهنئ أبناء شعبنا الحبيب على ما بينهم وبينكم يا خادم الحرمين من حبّ وتلاحُم وتراحم وتعاطف، عزَّ نظيره في دول العالم، فأثلج صدور المحبِّين ،وأرغم أنوف المُغرضين، وحطَّم فلول المُحرِّضين الذين راهنوا على هذا الشعب الأمين، فردَّهم الله على أعقابهم خائبين. بعدها ألقى الشاعر سعود بن سالم العتيبي قصيدة ترحيبية بهذه المناسبة. إثر ذلك ألقى الدكتور فهد بن عبدالرحمن العبيكان كلمة أهالي منطقة الرياض بهذه المناسبة قال فيها: "إن كان للأيام أن يفخر بعضها على بعض؛ لما فيها من المعاني السامية أو النعم الجزيلة، فإن يوم عودتكم يا خادم الحرمين الشريفين إلى وطنكم الغالي وشعبكم الوفيّ هو واحد من هذه الأيام التي أجزل الله لكم ولنا فيها نعمه، فرجع الراعي إلى رعيّته موفور الصحة والعافية- بحمد الله وفضله- ليجد الأكفّ التي ارتفعت إلى الله سبحانه بالدعاء له في سفره، ترتفع مُلوِّحة بتحيته في قدومه، والقلوب التي اشتاقت إليه في غيبته تخفق فرحة شاكرة في أوبته، فالحمد لله الذي أتمَّ علينا نعمته، ونسأله جلّ جلاله أن يديمها علينا بدوام ظلِّكم الوارف، ويبارك لنا فيها ببركة عهدكم الميمون. إن التلاحم بين قيادة هذا البلد المبارك الذي أكرمه الله بخدمة الحرمين الشريفين وبين شعبه الوفيّ هو نعمة من أَجَلِّ النعم علينا- نحن شعب المملكة العربية السعودية- قال تعالي ((أولم يروا أنا جعلنا حرما أمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون))، فنسأل الله أن يلهمنا شكر نعمه، ويعيذنا من جحودها وكفرانها . لقد عدتم مع الربيع إلى وطنكم الذي أغلاكم وأغليتموه، وشعبكم الذي أحبكم وأحببتموه، فأصدرتم أوامركم الكريمة التي تعزِّز مكانة العلماء الأجلّاء، وتحمل الخير والرفاه إلى أبنائكم المواطنين سعة من الله في الرزق، وإصلاحاً للأحوال، وتحسيناً للأوضاع، واستكمالاً لخطوات التنمية والتطوير، فجزاكم الله خير ما يجزي ملكاً عن شعبه، وراعياً عن رعيَّته . دُمتم لهذا البلد ودام إخوانكم وأعوانكم محفوفين برعاية الله، مُؤيَّدين بتأييده، مُسدَّدين بتسديده، ودام هذا البلد مُعتزّاً بدينه، حامياً لمقدساته، وفيَّاً لقيادته". ثم ألقى عبدالكريم بن رجاح بن مطلق الحربي كلمة أهالي منطقة حائل قال فيها: "إننا أبناؤك وإخوانك أبناء عروس الشمال حائل، جئناك سيدي نهنئكم بالسلامة بأن مَنَّ الله علينا بعودتكم لنا ولشعبكم الوفيّ بالصحة والعافية، وإننا نحمل قلوبنا وأرواحنا بيدينا نهديها لمقامتكم الشاهقة ونبلكم الكريم الذي لم يبخل على الوطن والمواطن بأيّ جهد ولا أي مال ولا رأي سديد، يحمي الوطن، ويضمن بعد توفيق الله الأمن والخير لهذا الجيل وللأجيال القادمة . لقد أكَّدت أوامركم الكريمة السابقة والحالية أن شعبك يعيش في قلب مليكه، كما أثبتت الأحداث والمناسبات أننا في وطن الوفاء والُّلحمة الواحدة، ولم ولن يكون هذا الشعب الوفيُّ لعبة في أيدي أعداء الوطن مطلقاً . ونجدِّد الولاء والطاعة، وندعو لك ولعضديك سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني بالتوفيق والصحة وقبول الأعمال عند الخالق جلّ وعلا، وبلهجة أبنائكم في حائل أختم بالقول . "يا بعد حيي .. يا مليكنا .. ويا بعد حيي .. يا وطنا وشعبه الوفي والمترابط في كل مناطقنا الغالية" . وفَّقكم الله، وسدَّد خطاكم، وألبسكم ثوب الصحة والعافية، وأن لا يرينا فيكم- حفظكم الله- مكروهاً . ودمتم سيدي ووطناً الغالي عزيزاً". بعدها ألقى محمد بن عبدالله الحميّد كلمة أهالي منطقة عسير قال فيها : الثناء والحمد الله المعبود ، أقر عيون الشعب بسلامة قائده المفدى والصلاة والسلام على صفوة خلقه محمد بن عبدالله حث على طاعة ولي الأمر وعدم الخروج على الجماعة وأنذر من شذ عنها بالنار وبئس القرار .. التحية والإجلال لك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من وفد منطقة عسير. أتشرف بالمثول بين يديك نيابة عن أبنائك هناك وبناتك يجددون لك البيعة يبادلونك المحبة والوفاء والولاء يشكرونك على العطاءات الخيرة شملت الكبير والصغير والحاضر والباد يعاهدونك على الإخلاص للمبدأ والثبات على العهد والوقوف صفا واحدا وراء قيادتك الحكيمة سلما لمن سالمك حربا على من عاداك لاتؤثر فيهم تقلبات الزمن ولاعاديات الأحداث ولا شقشقات العصافير أو نعيق الغربان . إن منطقه عسير كما عرفتموها منذ الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون حتى اللحظة وإلى الأبد بإذن الله تعالي ستظل مع شقيقاتها مناطق المملكة لحمة واحدة معكم وبكم والأسرة المالكة تحت راية التوحيد بالوحدة التي تجمعنا شجرة عملاقة طيبة أصلها ثابت راسخ بالأرض وفرعها سامق شامخ بالسماء دستورها القرآن والسنة بنيانها الدم واللغة والأصالة والمصير الواحد فليخسأ المزايدون والتخرس السنة السوء وليمت الأعداء بغيظهم إن هذا الكيان الكبير بقيادتكم الرشيدة سيظل بعون الله قلعة حصينة خيرا وبركة لأهله عونا للعرب والمسلمين نصيرا للحق والعدالة. إثر ذلك ألقى فيصل بن عبدالعزيز الغامدي كلمة أهالي منطقة الباحة قال فيها : نتشرف نحن أهالي منطقة الباحة بالمثول أمام يدي مقامكم الكريم نيابة عنهم لنعرب عن تهانينا وفرحتنا بعودتكم إلى أرض الوطن سالماً معافى بحمد الله وفضله على أثر العارض الصحي الذي ألم بمقامكم الكريم سائلين الله سبحانه وتعالى أن يديم عليكم فضله وأن يمتعكم بالصحة والعافية وأن يسبغ عليكم نعمه ويمدكم بطول العمر. إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على بلادنا الغالية بنعمة الأمن وفضلها على سائر الأوطان بأعظم وأقدس المشاعر وجعلها قبلة المسلمين وجعلكم يا خادم الحرمين خير أمة على مصالح هذه الأمة مما جعل الحقد والحسد يعمى قلوب أصحاب الفئة الضالة والحاسدين لهذه النعمة التي من الله بها علينا ولكن الله سبحانه وتعالى كان لهم بالمرصاد وكانت فرحة الشعب الكريم في شتى بلادنا وهو يعبر عن تلاحمه وتعاضده مع القيادة الرشيدة أبلغ رد على حقد الحاقدين. إن هذه الرسالة الشعبية التي كان عنوانها الوفاء والتلاحم والعطاء لهذا الوطن وقيادته ما هي إلا عنوان يسطره التاريخ ليثبت للعالم أجمع بأننا ومع كل الأحداث التي تعصف بعالمنا العربي ندين لمليكنا وقيادتنا بالحب والتقدير والسمع والطاعة ونبرهن لهم بنجاح الوحدة الوطنية التي بذرها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وتبناها من بعده أبناؤه الكرام لنقدم لهم نموذجاً في الترابط والتماسك في مجتمعنا الذين يدين بولائه لولاة أموره. وأننا هنا نقف بين يدي مقامكم الكريم لنجدد لكم العهد والولاء والسمع والطاعة في المكره والمنشط ولنثبت لكم بأننا جنودكم الأوفياء ليبقى هذا الوطن شامخاً بإذن الله تعالى معتزاً بقيادته الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل راحة المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له وما أدل على ذلك من الأوامر الملكية التي صدرت يوم الجمعة شملت كافة أطياف الشعب السعودي ليهنأ الوطن والمواطن في عزه ورخاء. ثم ألقى الشاعر درعان بن سعيد القحطاني قصيدة بهذه المناسبة.