تراوح المعارك بين قوات الجيش الحر والثوار من جهة والحرس الثوري الإيراني وحزب الله مطعمة بقوات لنظام الأسد من جهة أخرى في مكانها بعد أن أحدثت القوات المهاجمة بعض التقدم في بعض القطاعات، وهذا ما أكده الناطق باسم الجبهة الجنوبية محمد الحوراني ل «الشرق»: وقال إن المعارك في الريف الشمالي الغربي من درعا متوقفة بسبب سوء الأحوال الجوية وكثافة الثلوج ومتواصلة عبر القصف المتبادل بالمدفعية الثقيلة، وراجمات الصواريخ واشتباكات متقطعة، وأكد الحوراني أن الثوار استوعبوا الهجوم الإيراني الذي قاده الجنرال الإيراني قاسم سليماني بشكل مباشر. وقال إن الإيرانيين وحزب الله يرمون بثقلهم في هذه المعركة للوصول إلى الجبهة مع إسرائيل، والسيطرة على المثلث الحدودي بين لبنان وإسرائيل وسوريا، مثلث سعسع؛ ليكون خط تماس لإيران مع إسرائيل، ويخرج حزب الله من القوقعة اللبنانية ويصبح قراره فيما يخص المواجهة المزعومة مع إسرائيل لا يخص لبنان فقط، وبالتالي يتحول الحزب إلى قوة إقليمية كذراع إيرانية قوية. وقال عضو المجلس الوطني السوري غسان المفلح ل «الشرق»: إن إيران ماضية في تعزيز وجودها العسكري في سوريا، وتريد الوصول إلى الجولان والجبهة مباشرة مع إسرائيل وهذا ما يبرر وجودها العسكري الكبير في معارك الجبهة الجنوبية مع الجيش الحر، وأضاف المفلح أن إيران تريد أن تكون لاعباً مباشراً في الصراع مع إسرائيل لاختراق مقولة الصراع العربي الإسرائيلي بعد أن اخترقته سياسياً عبر حماس وحزب الله، الآن تريد أن يكون لها وجود مباشر لدق آخر إسفين في مشروع المبادرة العربية التي اعتمدتها قمة بيروت عام 2002 من أجل إنهاء الصراع، وإيجاد تسوية شاملة ودائمة بين العرب وإسرائيل، وأكد المفلح أن قادة طهران يسعون لإلغاء الدور العربي حتى في قضاياهم المصيرية، في السابق عبر أذرعتهم والآن من خلال وجودهم العسكري المباشر في العراقوسوريا. وقال المفلح: إيران تريد أن تقول إن سوريا برمتها باتت في قبضتنا، ونحن الطرف الذي سيستمر في تطبيق اتفاقيات الفصل على جبهة الجولان، وعلى إسرائيل وأمريكا أن تتفاوض معنا نحن وليس مع غيرنا. وأوضح المفلح أن الأسد فقد السلطة تماما ولم يعد لديه أي صلاحيات في اتخاذ قرارات، حتى في الوصول إلى حل للأزمة السورية، وقال إن الأسد لا يملك سوى المناورة خاصة فيما يتعلق بالموقف من خطة ديمستورا الآن، وأكد المفلح أن سوريا باتت بلداً محتلاً بشكل كامل، والأسد والحكومة السورية أصبحا ينفذان السياسات الإيرانية والقرارات التي تتخذ في طهران، وأشار المفلح إلى الوجود الإيراني القوي في سوريا بشكل عام والوجود في دمشق بشكل خاص، وأكد أن الإيرانيين باتوا يمارسون ممارسات استفزازية للدمشقيين وإثارتهم عمداً لدفعهم للمواجهة مع النظام من أجل تهجيرهم والاستيلاء على ما تبقى من دمشق، وأكد أن الدمشقيين يتجاهلون هذه الممارسات كي لا يتحقق ما تريده إيران لقتلهم وتهجيرهم وإفراغ العاصمة مما تبقى من سكانها. وقال المفلح إن لدى نظام الولي الفقيه وهماً بأن أمريكا والغرب وروسيا وحتى الصين، سيسمحون لإيران بأن تكون قوة عظمى في الشرق الأوسط، وهذه ورطة لن ينجو منها النظام الإيراني، خاصة مع الظروف الاقتصادية التي تعاني منها طهران، وهذا ما قد يمهد لانفجارات داخل المجتمع الإيراني المحتقن. شن ثوار جنوبسوريا هجوماً معاكساً أمس على قوات الأسد والميليشيات المشتركة التي يقودها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وأكد ناطق باسم الجبهة الجنوبية محمد الحوراني ل «الشرق» أن الثوار أعلنوا أمس عن فتح معركة جديدة ضد الميليشيات تحت اسم «توحيد الراية» لاستعادة السيطرة على نقاط (تلة مرعي والسرجة والعروسة وقرية الدناجي). وأكد الحوراني أن كتائب الثوار تمكنت أمس من إعطاب دبابتين في المحور الجنوبي لقرية الدناجي فيما فرت عناصر قوات الأسد والميليشيات المساندة لها «حزب الله – الحرس الثوري الإيراني» إلى وسط القرية، مما سهل للثوار السيطرة على المزارع الجنوبية للبلدة. وأضاف الحوراني أن كتائب الثوار واصلت تقدمها أمس في محور تلة مرعي المجاورة لقرية الدناجي، وتدور اشتباكات هي الأعنف منذ سيطرة قوات الأسد والميليشيات المشتركة على تلتي السرجة والعروسة. كما استهدفت كتائب الثوار مواقع هذه القوات بالقصف المدفعي في تلتي مرعي والسرجة. وكانت قوات نظام الأسد، بدعم من ميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية شنت هجوماً عنيفاً على قرى شمال غرب درعا، دفعت بالأهالي المتخوّفين للفرار من بيوتهم واللجوء طلباً للأمن في المناطق المحررة في ريفي درعا والقنيطرة. وارتفعت أعداد المهجرين إلى ما يزيد عن خمسة وأربعين ألف نسمة، فروا خلال الأسبوع الماضي. مقاتلون من الثوار في ريف حلب الشمالي (رويترز)