فتحت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ملف تحقيق في ادعاءات مواطن ضدّ مستشفى أهلي في مدينة الدمام، اتهم فيها المستشفى بالتسبب في وفاة والدته. وأوضح متحدث الشؤون الصحية فيصل الغامدي ل «الشرق» «أن المعاملة جارٍ التحقيق فيها لإتخاذ الإجراءات المناسبة حسب الأنظمة». وكان المواطن قد وجه تظلماً لإمارة المنطقة، الأسبوع الماضي، ضدّ المستشفى، وأحيل التظلّم إلى المديرية التي بدورها فتحت تحقيقاً في الواقعة التي قال المواطن إنها وراء وفاة والدته ذات ال 65 عاماً، متأثرة بمضاعفات الخطأ الطبي. وقال المواطن «سعيد، ن» ل «الشرق» إن والدته راجعت استشاري النساء والولادة في المستشفى يوم الخميس 25 / 2 / 1433ه حيث كانت تعاني مشكلة في الرحم، بحسب تقرير الأشعة المقطعية الصادرة من مستشفى الملك فهد الجامعي، بالإضافة إلى تقرير أشعة الموجات الصوتية من مستشفى المانع العام بالخبر، فقرّر طبيبها المعالج استئصال الرحم والمبايض، مضيفاً «أراد الدكتور إجراء العملية بعد الظهر، دون عمل فحوصات أو إجراءات ما قبل العملية، فلاحظنا عليه الاستعجال وطلبنا منه تأجيلها، وحضرنا يوم السبت تاريخ 27 / 2 / 1433ه لمناقشته في تفاصيل العملية، حيث لم يحدد الطبيب طريقة استئصال الرحم، فمرة يرجح المنظار، ومرة فتح البطن، ولم يكن قراره واضحاً واكتفى بطلب إجراءات بسيطة قبل العملية، من تحليل دم وأشعة سينية على الصدر ورسم للقلب بالرغم من أن المريضة تحتاج أكثر من ذلك لكبر سنها، وقام بعد إصرارنا بعمل فحوصات لوظائف الكبد والكلى، وتمّ إجراء العملية في الساعة السابعة مساء». وأضاف ابن المتوفاة «بعد العملية لاحظنا انتفاخاً كبير جداً في بطنها، وعند سؤال الدكتور ومساعده أفادا بأن ذلك طبيعيا بعد هذا النوع من العمليات، لكن والدتنا كانت تتألم بشدة ولم يكن أي من الأطباء أو الممرضات يهتمون بها، ويكتفون بإعطائها المحاليل والمسكنات القوية، واستمرت الآلام حتى اليوم الثاني، فقرر الأطباء إعطاءها أدوية خاضعة لرقابة مخدرة، بأمر من طبيبة الطواريء، ومع ذلك لم تتحسن الحالة وبقيت الألام والانتفاخات في زيادة، فطلبت من الطبيب بعد ذلك عمل أشعة للتأكد من عدم وجود شيء داخل البطن، وتم استدعاء استشاري الجراحة العامة الذي شك في وجود انسداد في الأمعاء، فقرر عمل أشعة «الباريوم» في يوم الثلاثاء 1/ 3/ 1433 ه، وطلبوا منا حملها بأنفسنا إلى سرير الأشعة عدة مرات، دون تقديم أي مساعدة من قبل الممرضات، فأظهر الفحص بعدها وجود انسداد بالأمعاء وأخبرنا طبيب الأشعة أن هناك خطأ طبياً كبيراً ناتجاً عن العملية». وأوضح ابن المتوفاة «نصحنا الطبيب بالتوجّه إلى طبيب النساء والولادة الذي كان وراء هذا الخطأ، حيث توجهت أختي إلى مكتب مدير المستشفى وأخبرته بما حدث لوالدتنا، وأخبرته عن رغبتها بتقديم شكوى لوزارة الصحة، واجتمع بعدها مع الأطباء الذين أشرفوا على حالة المريضة، ولم يسمحوا لنا بالدخول، وقرروا إجراء عملية استكشاف للخطأ الطبي الموجود داخل البطن على وجه السرعة يوم الأربعاء 2 / 3 / 1433 ه، وبعد العملية خرج الطبيب من غرفة العمليات وأخبرنا بوجود غرزة بالخطأ، تم فيها خياطة الأمعاء مع جلد البطن، معترفاً بخطأه أمام الجميع، حيث أكد استشاري الجراحة العامة ضرورة استئصال الجزء الذي تمت خياطته من الأمعاء الدقيقة، فخرجت المريضة بحال سيئة جداً، وأدخلت العناية المركزة، وقد بدأ ضغطها بالهبوط مع تسارع شديد في ضربات القلب والحرارة». وأضاف «قام أطباء العناية المركزة بالتهرب والتلاعب بأعصابنا وعدم توضيح حالة المريضة، ومنعنا من دخول مكان المريضة، لكننا علمنا، لاحقاً، أن الوالدة تعاني تسمماً حاداً بالدم وحالتها حرجة جداً، وبعد مرور ساعتين توافد الفريق الطبي من جديد بشكل طارئ على المريضة في العناية المركزة ثم أخذوا يتشاورون بمن سيبلغنا بتدهور حالتها، وبعدها طلبوا منا الهدوء والاجتماع في غرفة خاصة، وقاموا بإبلاغنا أن الكليتين قد توقفتا عن العمل وباقي أعضاء الجسم، نتيجة زيادة الحموضة بالدم، منوهين أن قلبها سيتوقف في أي لحظة ويجب نقلها بشكل عاجل إلى مستشفى آخر، لأنها بحاجة إلى أجهزة ليست متوفرة في المستشفى وأن لا مسؤولية لهم، وخلال انتظار حضور الإسعاف من مستشفى سعد التخصصي توقف قلبها لعدة مرات وقاموا بإنعاشه، ثم نقلت المريضة إلى مستشفى سعد، وتوفيت هناك يوم السبت 5 / 3 / 1433 ه. شهادة الوفاة من المستشفى التي انتقلت إليها المريضة بعد سوء حالتها ( الشرق )