عذابات مختلطة بالدموع، طفولة محفوفة بالمخاطر، ومستقبل غامض، .. عناصر قصة مؤلمة تجسدها معاناة رضيعة لم يتجاوز عمرها اثني عشر يوما، خيوط متعددة مجهولة التفت حول جسدها الصغير، تبدو كثمرة توت برية، داخل زجاجة طبية، تنتظر مصيرها المجهول المختلط بعلامات الاستفهام والتعجب من قبل والديها لعدم حصولهما على تقرير طبي يفيد عن حالتها، فتارة يصف الأطباء والاستشاريون حالتها بالنادرة ومجهولة الأسباب كما تروي والدتها، وتارة يصفونها بالعيب الخلقي غير المبرهن بالأشعة والتقارير الطبية! يقول والد الرضيعة "غلا" بدر الشمري "أدخلت زوجتي مستشفى النساء والولادة بسكاكا الجوف في حالة ولادة، وأنجبت بنتا فجر الاثنين 20 /2 /1432ه بعملية قيصرية، وكانت المولودة تتمتع بوضع جيد ومكتملة النمو، بعدها أدخلت العناية بسبب التسارع في ضربات القلب وبعد يومين انتظمت دقات القلب، ومن ثم فوجئت عند الساعة السادسة مساء يوم الخميس بإبلاغي من قبل المستشفى بأن وضع ابنتي حرج، نظرا لانتفاخ في البطن، وأنه سوف يتم إعطاؤها مضادات حيوية". ويتابع الأب "بعدها بساعتين اتصل المستشفى، وقاموا بتبليغي بضرورة الحضور على الفور، لأن حالة الصغيرة تدهورت بدون معرفة الأسباب، وأن وضعها سيئ جدا، ولا بد من إجراء عملية فتح بطن لها لإنقاذ حياتها، باعتبار أن الأمعاء متسوسة، دون عمل أشعة تثبت ذلك أو تحاليل مخبرية أو أخذ عينة من الأمعاء أو تقرير طبي يثبت حالة بتسوس الأمعاء". استئصال جزء من الأمعاء ويضيف الأب بحرقة "بعد العملية فوجئت باستئصال جزء كبير من أمعاء طفلتي، وأبلغني الطبيب المختص أن حالتها نادرة، وإذا ما كتب الله لها الحياة فإنها لن تتناول من الأغذية سوى السوائل"، يصمت قليلا ويتابع "الآن طفلتي تحت رحمة الله". وأكد والد الرضيعة أنه رفع خطابا لوزير الصحة يطالبه بضرورة محاسبة المتسبب في حال تم إثبات خطأ طبي أو إهمال أدى إلى تدهور حالة المولودة، ومتابعة الحالة، للحيلولة دون وقوع حالات متشابهة. من جانبها أكدت والدة الرضيعة "غلا" هاجر الفياض (معلمة) "قبل الولادة وأثناء سفري لبلد مجاور، عرجت على أخصائي نساء وولادة، وقمت بعمل أشعة بالأبعاد الرباعية، للاطمئنان الروتيني على الحمل، وجميع الأشعة كانت مطمئنة، وأكد لي الأخصائي أن الدم يجري في جميع أجزاء جسم الطفلة، ولم يذكر لي عن وجود أي خلل في الأمعاء أو تسوس كما ذكر من قبل". الرضعة الثانية وتتابع الأم "طفلتي تدهورت حالتها أثناء الرضعة الثانية في المستشفى، ولا أعلم حتى الآن السبب أو المتسبب في ذلك". وتضيف "قمت بسؤال الطبيب الذي يتابع حالتها عن السبب الذي أدى إلى تردي صحة الرضيعة وأجابني بأن الأسباب مازالت مجهولة، ربما دخل هواء أثناء الرضاعة إلى بطن الصغيرة"، وتضيف قائلة "لكم أن تتخيلوا عجز الطب في التفسير العلمي الطبي للحالة في زمن تقدم فيه الطب"! وبالاتصال بالناطق الرسمي للمستشفى تركي الكريع اعتذر عن التصريح بأية معلومات عن الحالة نظرا لعدم تواجده في المنطقة، بعدها اتصلت "الوطن" بالناطق المكلف فيصل الحواس، ولم نحصل على إجابة شافية عن حالة الطفلة. وعن حالة الطفلة قال مدير مستشفى النساء والولادة والأطفال سلطان العناد إنها تعاني من عيب خلقي، وإن الطفلة ولدت ولديها عيب خلقي حيث تعاني من انسداد بالأمعاء"، مبينا أنه تم تحويلها لمستشفى الأمير عبد الرحمن السديري بسكاكا، وقد أجريت لها العملية الجراحية اللازمة للأمعاء، وحالة الطفلة مستقرة، لافتا إلى أنه تم الرفع لعدد من المراكز المختصة بحالة الطفلة بمنطقة الرياض بطلب تحويلها". طلب التحويل الجدير بالذكر أن والد الرضيعة "غلا" خاطب الجهات المختصة في اليوم الثاني من إجراء العملية لتحويل طفلته إلى أحد المراكز الطبية المتقدمة في الرياض وتم الرد على الطلب، بأنه سيتم تحويل المولودة إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض. وتستطرد "أم غلا" بصوت خالطته الدموع، "لقد واصلنا الليل بالنهار، وهجرنا الراحة، وطيب الزاد ونحن ننتظر الرد بالتحويل، ودام الانتظار لمدة ست أيام يتخللها الأمل بتحويل ابنتي إلى أحد المراكز المتقدمة لمتابعة حالتها إلى أن جاءت القاصمة، وقوبل الطلب بالرفض دونما ذكر مبررات لذلك.