لم يكن الموت أشد وطْأ ًإلا إذا كان الفقيد حبيبا، ولم يكن للحزن ألم إلا إذا كان الراحل عظيما، فراحل عن راحل يختلف، وهذا يتجسد في تلقينا خبر وفاة مليكنا الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) رجل العطاء والنماء، ورجل المحبة والإخلاص، كان بيننا بالأمس ملكا مؤثرا، وملكا حكيما، ورجلا مخلصا لدينه ولشعبه ولوطنه وللعالم أجمع، واليوم ينعاه الجميع لرحيله، ولوداعه تبكي العيون، ولفراقه تحزن القلوب، ليس ذلك لبروتوكول معين أو طقوس محددة؛ بل لأنه رجل الإصلاح الأول يحق الحق ويتبعه، ويبطل الباطل ويجتنبه، وينصر المظلوم وينتصر له، ويحارب الظلم وينهى عنه، وذلك من خلال محاربته الفساد بإنشاء «نزاهة»، والوقوف مع المحتاج والضعيف من أبناء وطنه الغالي، أو إخوة له ممن اكتووا بجحيم الحروب تحت ظلم بائد فيمد لهم يد الخير ويساعدهم بما يحتاجون له ويحث شعبه على ذلك، وتشهد له مساعيه المباركة على راحة مواطنيه بخدمات متوفرة، وتنمية مستمرة، ودعم سخي لرفاهيتهم، ويحث المسؤولين على ذلك باعتبار أن المواطنين أبناء له… و(باختصار) قصة المواطنين مع الراحل الكبير يرحمه الله لن تحكيها ألسنة تتحدث أو سطور تكتب وإنما إنجازات نفتخر بها، وإسهامات نفرح منها، وعطاءات نتوج بها، وسنبقى نسير على دربك نحب وطننا، ونعمل لأجله، ونكافح لاستقراره ونمائه يدا بيد مع قيادتنا الرشيدة بأخيك وعضدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله مهما بلغ الحزن والبكاء عليك….(فرحمك الله يا أبا متعب رحمة الأبرار وأسكنك مسكن الأتقياء وإنا لله وإنا إليه راجعون)