أعلنت شركة فيسبوك تجاوز خدمتها لمشاركة الصور «إنستغرام» عدد 300 مليون مشترك، الأمر الذي يجعل منها أضخم خدمة تواصل اجتماعي على الإطلاق. كما أعلنت عن أن الموقع يشهد في الظروف العادية رفع قرابة 70 مليون صورة يومياً من مختلف أنحاء العالم. تجاوز «إنستغرام» لبرامج- تواصل اجتماعي- عملاقة كالفيسبوك وتويتر على الرغم من النجاح الباهر الذي حققه الموقعان في السنوات الماضية وعلى الرغم من الأبحاث والدراسات التي أشارت للثورة الكبيرة التي حققها الموقعان على وجه الخصوص على مستوى التواصل الاجتماعي البشري وآثاره العديدة اجتماعياً وسياسياً وأيديولوجياً وخلافه، إلا أن ما يحدث يبدو وكأنما هو عودة لنقطة البداية في تاريخ التواصل البشري. وكما ذكر دونكان ديفز وآخرون في دراسة تأريخية لتاريخ التواصل البشري بعنوان: (الصورة المُخبرة: تغيّر الموازين بين الصورة والنص في عصر التقنية) بأن التواصل البشري الذي بدأ قبل ما لا يزيد عن 30 ألف سنة لم يكن معتمداً على الإطلاق على (النص) بل إن عمر التواصل النصي لا يتجاوز ال3700 سنة فقط. كما تشير بعض الدراسات السلوكية إلى أن القدرة على اتخاذ القرار مرتبطة ارتباطاً تاماً بجزئيتي التحليل والعاطفة في العقل، وأن العقل يعالج الصور على هذين المحورين أسرع ب 60 ألف مرة من معالجته للنص. وعلى أية حال، فالمتتبع لتطور ورواج برامج التواصل الاجتماعي يجد هذا التقلص الكبير في الاعتماد على النص رغم كل الجدل الدائر منذ 4 سنوات بأن المستقبل لصناعة (المحتوى). فبعد المدونات والاعتماد التام على النص، جاء التحول للحالات التعبيرية في فيسبوك ثم التقلص الأكبر في الرسالة التواصلية في تويتر. واستمر هذا الابتعاد حتى عن الاعتماد التام على الصورة فقط، في تجسيد حقيقي لمقولة (الصورة أبلغ من ألف كلمة).