وافقت أطراف الصراع في ليبيا على إجراء جولة محادثات جديدة تدعمها الأممالمتحدة في محاولة لإنهاء أزمة زعزعت استقرار البلاد بعد 3 سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وقالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، في بيانٍ لها أمس السبت، إن «الاجتماع الذي أُعلِنَ عنه بعد لقاء مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون مع الأطراف المتصارعة في ليبيا سيُعقَد خلال أيام في مقر الأممالمتحدة في جنيف». وسقطت ليبيا في هوة الانقسام منذ الإطاحة بالقذافي إذ أصبح يوجد فيها برلمانان وحكومتان وتدعم كل طرف جماعات مدججة بالسلاح تضم مقاتلين سابقين. وأوضح البيان الأممي أن «الممثل الخاص ليون اقترح على أطراف النزاع تجميد العمليات العسكرية لبضعة أيام بغية إيجاد بيئة مواتية للحوار». ولم يوضح البيان من سيحضر المحادثات ولم يعلن تاريخاً محدداً لها، لكنه ذكر أنها ستسعى إلى تشكيل حكومة وحدة تضع مسودة دستور جديد وإلى إنهاء الخلافات. وبعد قتال استمر لأسابيع خلال الصيف، سيطرت جماعة مسلحة تعرف باسم «فجر ليبيا» وتتحالف مع مدينة مصراتة الغربية على طرابلس وطردت مقاتلين من مدينة الزنتان كانوا تمركزوا في العاصمة بعد سقوط القذافي. وتباشر الحكومة الليبية المعترف بها دولياً برئاسة عبد الله الثني والبرلمان المنتخب العمل من شرق البلاد، وسحبت معظم الحكومات دبلوماسييها من طرابلس بعد سيطرة فجر ليبيا على المدينة. في السياق نفسه، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل في جنيف بين الأطراف الليبيين «فرصة أخيرة» لإحلال السلام والاستقرار في البلد الذي تعمه الفوضى. وتوقعت موغيريني، في بيانٍ لها أمس، أن «يوفر هذا الاجتماع فرصة حاسمة لجمع أبرز الفاعلين للتوصل إلى حل سلمي يقوم على الحوار». من جهة أخرى، وصل إلى العاصمة الليبية في وقت متأخر مساء أمس الأول، الجمعة، جثمان القيادي السابق في تنظيم القاعدة، نزيه الرقيعي، المكنَّى «أبو أنس الليبي». وأُعلِنَت عن وفاة الرقيعي في 2 يناير الجاري في مستشفى في نيويورك قبل أيام من بدء محاكمته. وذكر عبدالله نزيه الرقيعي أن جثمان والده وصل إلى طرابلس عبر مطار معيتيقة الدولي ونُقِلَ إلى سكنه غرب المدينة. وكان أبو أنس الليبي (50 عاما) على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) لأهم المطلوبين بتهمة المشاركة في تفجير سفارتين للولايات المتحدة في إفريقيا في 1998، واعتقلته عناصر من القوات الأمريكية الخاصة في عملية في أكتوبر 2013 في طرابلس. إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بأن خلية أزمة تواصل اتصالاتها المكثفة مع مسؤولي الحكومة الليبية وشيوخ وعواقل القبائل والعشائر الليبية في إطار متابعة التطورات الخاصة بحادثي اختطاف مجموعة من المواطنين المصريين في مدينة سرت ومحيطها. وأوضح المتحدث، في بيان صحفيٍ أمس، أن «عدداً من الشخصيات الليبية المستقلة وشيوخ القبائل الليبية المؤثرة في منطقة سرت وأمين لجنة التواصل المجتمعي الليبي قاموا بزيارة مؤخراً للقاهرة لمقابلة مسؤولين في وزارة الخارجية والأجهزة المعنية في مصر. و»تناولت المباحثات بين الجانبين المصري والليبي قضية المختطفين والجهود المبذولة لتأمين أرواحهم والعمل علي الإفراج عنهم»، بحسب المتحدث المصري.