هي بمنزلة بطاقة تعريفية لمن يود قراءه تاريخ دولة ما. هوية شعوب، وعراقة أرض، ففي المعالم الأثرية: العمرانية منها والبيئية، كنوز تتباهى بها الأمم فيما بينها ولغة وطن يفاخر بها مواطنوها العالم، تكافح دول عدة للحفاظ على موروثها الأثري والتاريخي عبر الاهتمام بالترميم والصيانة لها من الزوال، لتبقى دلائل على مجدهم عبر العصور. بمحافظتي الأنيقة «الخفجي» انقلبت الموازين رأساً على عقب في حضرة المسؤولين، كنوزنا تحتضر وفي مستنقع إهمالهم تغرق، فحال معالم الخفجي تدمع لها العيون لما طالها من عبث السنوات وغياب حراسها وغفلة المعنيين، تزخر الخفجي بمعالم ألهمت الشعراء وصدحت بها أصوات العشاق، أيعقل أن شيخ المعالم «القوسين» عند مدخل المحافظة ينخر الصدأ جوفه وتتآكل أعمدته وحجارته التي كانت بوابة عبور لتحرير دولة شقيقة وتوثيق مشاهد النصر لجنودنا الأبطال في حرب الخليج. «القوسان» نصب تذكاري يلقي أبناء الخفجي والزائرون له التحية، ومع كل هذا التاريخ والأحداث الساكنة في انحناءته نسفتها عقول أصابها الشلل وأعين جاحدة، لم تقدر قيمته ومكانته في نفوس مواطني الخفجي. فمعلم «القوسين» وفي ظل المناشدات للسرعة في إصلاحه وصيانته لتعود له هيبته يأتي معه معلم آخر من معالم محافظتي المتمثل في خور الخفجي ثاني أكبر خور في العالم، لكني أوقف قلمي عن الكتابة عنه، فما سطره الكاتب الفذ الأستاذ عبدالله مهدي الشمري في مقاله الأخير الصادر يوم الخميس في صحيفة «الشرق» 2014/12/4 بعنوان (من سيحمي خور الخفجي)، يكفي حيث وضع يده على الجرح متنقلاً بطرحه المتناغم والهادف عبر محاور قيمة أوجزها، وأضم صوتي إلى صوته، وها هي أيدي الإهمال تعود وتطال معلم جوهرة السواحل الخليج العربي»الكورنيش»، بعد الاستبشار بالمخططات والمشاريع ليكون الواجهة البحرية الأولى بالمنطقة الشرقية، فبقيت وعوداً حتى الآن؟ وحملة صيانة وترميم خجولة، سرعان ما توقفت وتراجعت إلي نقطة الصفر. فالوضع البائس الذي يلف معالم الخفجي تتحمله جهات إذا لم تتحرك فإن معالمنا ستشرف على النهاية حتماً. (الأولى) بلدية الخفجي المتخاذلة في إتمام أعمالها والغائبة في نشاطاتها الرئيسة، (الثانية) لجنة تجميل وتطوير الخفجي اسم فقط، معالم الخفجي ليست أكواما من الحجارة والحديد أو الأصداف والماء، بل هي قيم ثرية وحاضر ومستقبل أجيال، وحضارة وطن.