يقف أكثر من 400 موقع أثري في المنطقة الشرقية بشموخ تطالها يد الإهمال، فرغم التاريخ العريق الذي يعود لآلاف الأعوام ويشير إلى حضارات مرت على المنطقة إلا أن البعض منها لايزال بحاجة ماسة لتنفيذ مشاريع للصيانة وإعادة الترميم والتأهيل بشكل يتناسب والقيمة الحقيقية للآثار. وتتربع قلعة تاروت الأثرية على قائمة المواقع الأثرية بالمنطقة، إذ يضم موقعها آثارا وأنقاضا تعود لحضارات بلاد السومريين والفينيقيين والدلمونيين والأشوريين والبابليين وغيرها من الحضارات التي سبقت ظهور الإسلام. ولكن القلعة والبيوت المجاورة لها تعرضت إلى الإهمال والعبث من قبل المجهولين بعدما تأخر فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية في عملية ترميم وإعادة تأهيل القلعة التي بدأت تتساقط بعض أجزائها وأيضا تعرض كثير من البيوت القديمة التي تقع في محيط القلعة إلى سقوط وتهدم جدرانها. يقول جعفر البحراني أحد مثقفي محافظة القطيف: لا يقتصر الإهمال والعبث في الآثار على قلعة تاروت، فموقع عين كعيبة الأثري في محافظة القطيف تعرض للإهمال وترك طوال السنوات الماضية دون سياج حماية يحميه من أيدي العابثين حتى جاء أحد المقاولين التابعين لبلدية القطيف قبل ثلاثة أعوام وهدمها دون أن يعرف أهميتها وذلك لعدم وضع سياج يحميها من قبل فرع هيئة السياحة والآثار والتي لم تتحرك بالشكل المطلوب حتى الآن. وأضاف: كان يفترض أن يتم نبش موقع قلعة تاروت منذ زمن وإظهار القسم الغائر منها تحت الأرض، ولا شك توجد كنوز أثرية مدفونة تحت الركام والأنقاض، مشيرا إلى ترميم جدار القلعة في وقت سابق بشكل سطحي بالحجارة والأسمنت وتم تلييس الجدار بالطين دون مهنية حقيقية في ترميم الآثار يظهر قيمتها ويتناسب مع تاريخها العريق. وذكر بأن قلعة تاروت بحاجة إلى اهتمام كبير فالسياج الموجود لا يشكل حماية حقيقية لها كما أنها بوضعها الحالي لا تمثل وجهة سياحية كونها حاليا ليست أكثر من سور على تل ركامي. ولقد شاهدنا كيف عملت وزارة الثقافة في مملكة البحرين طوال عشر سنوات على قلعة البحرين الأثرية ورفعت منها الركام حتى أصبحت اليوم صرحا سياحيا هاما وعليها حراسة أمنية، وقلعة تاروت لا تقل أهمية عن قلعة البحرين الأثرية بل تفوقها نظرا لقدمها من جانب ومن جانب آخر نظرا للتسلسل الزمني في الطبقات السفلى من قلعة تاروت التي تعود لأكثر من سبعة آلاف عام. وطالب المسؤولين في هيئة السياحة والآثار تكثيف الاهتمام بقلعة تاروت الأثرية ورفع الركام الموجود فيها لإعادة ترميمها بما يتوافق والأساسات الموجودة ووضع الحراسة الأمنية عليها لحفظ الآثار الغائرة تحت الركام. من جابنه، قال مدير فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية عبداللطيف البنيان خصصت الهيئة هذا العام موازنات للترميم وإعادة تطوير قلعة تاروت وننتظر الرفع المساحي والمعماري للموقع والذي شارف على الإنجاز والذي تبنى عليه دراسات الترميم والتطوير للموقع. وفيما يتعلق بعين كعيبة الأثرية ذكر البنيان أن العمل سيبدأ في الموقع قريبا لإظهار الأساسات والشروع في إعادة البناء، في الموقع الذي مازالت أساساته موجودة ومادة عمارته التي بنيت فيه هذه العين موجودة في الأسفل تحت الرمال، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة بناء هذه العين عن طريق الفريق الأثري المكلف في العمل مع بلدية القطيف والمقاول ليتم إبرازها وإعادة عمارتها كما كانت في السابق.