ستظل دموع لاعبي منتخب كوريا الشمالية لكرة القدم قبل مباراتهم الأولى في بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا حاضرة في أذهان الجميع رغم خسارتهم المباراة 1-2 أمام المنتخب البرازيلي العريق. ولم تكن دموع اللاعبين خوفاً من مواجهة منتخب راقصي السامبا الذي عانى الأمرين لتحقيق الفوز في هذه المباراة وإنما كانت نابعة من إحساس اللاعبين بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم ومن فرط إخلاصهم لمنتخب بلادهم مع بدء مشاركتهم في هذه البطولة العالمية التي خاضها الفريق للمرة الثانية في تاريخه. ولكن هذا الإخلاص والحماس للفريق لم ينقذ المنتخب الكوري الشمالي من هزيمتين أخريين في المونديال عام 2010 حيث نال الفريق هزيمة قاسية 0-7 أمام المنتخب البرتغالي ثم اختتم مسيرته في الدور الأول والبطولة بالهزيمة 0-3 أمام المنتخب الإيفواري. ولهذا، سيكون الفريق بحاجة إلى تحويل هذه المشاعر لطاقة إيجابية وأداء قوي في الملعب عندما يخوض فعاليات بطولة كأس آسيا 2015 التي تستضيفها أستراليا من 9 إلى 31 كانون الثاني يناير الحالي. وبخلاف المفاجأة التي حققها الفريق في مشاركته الأولى بكأس العالم في مونديال 1966 ببلوغ دور الثمانية للبطولة عندما خسر 0-3 أمام منتخب الاتحاد السوفييتي السابق وتعادل 1-1 مع تشيلي وفاز على إيطاليا 0-1 قبل الخسارة من البرتغال 3-5 في دور الثمانية، لم يترك المنتخب الكوري الشمالي أي بصمة على الساحة العالمية رغم كونه أول فريق آسيوي يجتاز دور المجموعات في المونديال. كما اقتصرت مشاركاته السابقة في بطولات كأس آسيا على 3 نسخ فقط وكانت أفضلها من حيث النتائج التي حققها في المشاركة الأولى وذلك في عام 1980 عندما حصل على المركز الرابع في البطولة فيما خرج من الدور الأول في مشاركتيه التاليتين في عامي 1992 و2011 . ومع عودة منتخب كوريا الشمالية إلى البطولة، سيكون هدف الفريق الأساس هو عبور دور المجموعات بعدما حافظ في 2012 على لقب كأس التحدي الآسيوي وهو اللقب الذي منحه تأشيرة التأهل لكأس آسيا 2015 مثلما كان الحال في النسخة الماضية عندما فاز بكأس التحدي 2010 وتأهل عن طريقها لكأس آسيا 2011 في قطر. ورغم مرور عقود طويلة على البطولتين، تمثل مشاركة الفريق في مونديال 1966 وكأس آسيا 1980 حافزاً كبيراً للفريق ومصدر إلهام يدفع اللاعبين إلى محاولة تكرار الإنجاز لاسيما وأن الفريق كان على وشك الوصول للمباراة النهائية في البطولة القارية عام 1980 لكن شباكه استقبلت هدفين في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة ليخسر 1-2 بصعوبة أمام جاره الكوري الجنوبي في المربع الذهبي للبطولة. ورغم طموحات المنتخب الكوري الشمالي، يواجه الفريق اختباراً صعباً للغاية في البطولة الآسيوية المرتقبة بأستراليا حيث يستهل مسيرته في البطولة بمباراتين في غاية الصعوبة عندما يلتقي منتخبي أوزبكستان والسعودية قبل أن يختتم مسيرته في المجموعة الثانية بالدور الأول بمواجهة التنين الصيني. وإذا أراد منتخب كوريا الشمالية العبور لدور الثمانية في البطولة، فإنه يحتاج إلى الخروج بنقطة التعادل على الأقل في كل من مباراتي أوزبكستان والسعودية على أن يحقق الفوز في لقاء الصين. لكن مشكلة الفريق لا تنحصر في قوة المواجهات التي تنتظره في البطولة الآسيوية وإنما تمتد إلى التغيير الطارئ في إدارته الفنية قبل أيام من البطولة حيث جاء قرار الاتحاد الآسيوي للعبة بإيقاف المدرب يون جونج سو عن التدريب لمدة 12 شهراً ليضع الفريق في مأزق حقيقي قبل خوض البطولة القارية. وجاء إيقاف سو نتيجة سلوكه واحتجاجاته على الهدف الذي اهتزت به شباك الفريق في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي لمباراته أمام كوريا الجنوبية في نهائي مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية التي شهدتها مدينة إنشيون بكوريا الجنوبية في أكتوبر الماضي. ومع تأكد غياب سو عن البطولة الآسيوية المرتقبة في أستراليا، لجأ اتحاد كوريا الشمالية للعبة إلى إعادة المدرب جو تونج سوب الذي كان مدرباً للفريق في النسخة الماضية من كأس آسيا عندما تعادل مع المنتخب الإماراتي في المباراة الأولى ولكنه خسر المباراتين التاليتين أمام إيران والعراق. ويدرك سوب نقاط القوة والضعف في الفريق جيداً كما سبق له العمل مع عدد كبير من لاعبي المنتخب الكوري الشمالي ولكنه سيكون بحاجة إلى مساعدة اللاعبين البارزين بالفريق من أجل اجتياز عقبة الوقت الضيق للاستعداد قبل البطولة. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين نجم خط الوسط باك نام تشول الفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس التحدي عام 2012 .