- قبل عام، لم يكن أحد يتوقع أن يكون 2014 أكثر الأعوام دموية سواءً في سوريا، أو العراق، على اعتبار أن بدايته شهدت اجتماع المعارضة السورية وممثلي النظام في مؤتمر سلام بجنيف، كما أن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يكن بالقوة التي تتيح له السيطرة على مساحات واسعة في العراق، والتوسع في تنفيذ التفجيرات، والأعمال الانتقامية. - لكن أشهر العام الفائت عَرِفَت معدلات سفك دماء هي الأعلى في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد بشار الأسد في 2011، وهي الأعلى أيضاً في العراق منذ 7 سنوات، أي منذ انتهاء الحرب الطائفية 2006 – 2008. - الإحصاءات التي صدرت أمس تقول إن أكثر من 76 ألف شخص قُتِلوا في سوريا خلال العام الفائت، في حين وصل عدد المقتولين في العراق إلى 15 ألف شخص، ويزيد. - هذه الأرقام بقدر ما هي مؤلمة؛ فإنها تعد تأكيداً جديداً على أنه لا يمكن التعايش مع الإرهاب بأي حال، سواءً إرهاب تنظيمي القاعدة، و»داعش»، أو غيرهما من التنظيمات المشابهة، أو إرهاب نظام الأسد، أو أي حكومة طائفية كحكومة نوري المالكي، التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن قتل هذا العدد في العراق. - إذاً، ليكن 2015 عاماً لمزيد من المواجهة، والحسم مع الإرهابيين، والطائفيين كيلا تُسجَّل مثل هذه الأرقام من القتلى في المنطقة. - هذه البحور من الدماء تقضي – إن استمرت- على كافة الحلول الممكنة، وتجعل من التعايش مجدداً في سوريا، والعراق أمراً شبه مستحيل، والمسؤولية في القضاء على هذه الحركات، والأنظمة الإرهابية تقع في المقام الأول على المجتمع الدولي.