في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية، سمو الأمير سعود الفيصل، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قدمت المملكة حلاً جوهرياً ومنطقياً لمكافحة آفة الإرهاب ومنع نشوء المنظمات المتطرفة العنيفة، وخاصة في سوريا، والعراق حيث أصبح هذان البلدان مسرحاً لتفريخ المنظمات الإرهابية والتجنيد. وواضح أن السبب في نشوء المنظمات العنيفة هو السلوكية الطائفية العنيفة التي انتهجتها الحكومتان العراقية والسورية، وعودة نهج الحكومتين إلى الأسلوب القويم والمسؤولية، يمكن من القضاء على أهم أسباب انتاج المنظمات الإرهابية. في سوريا لم يكن يوجد أي مؤشر أو أية علامة بارزة على نشوء منظمات إرهابية قبل أن يستخدم نظام الأسد الأسلحة الفتاكة لقتل السوريين العزل في ميادين سوريا. وكان السوريون لا يطلبون أكثر من العدالة، ورفع الظلم وأن يعيشوا بكرامة في وطنهم الذي وضعه نظام الأسد تحت الوصاية الإيرانية. وبدلاً من أن يستجيب نظام الأسد لهذه المطالب المنطقية والبسيطة والمحقة والإنسانية والوطنية، قابل الجماهير بفتح النيران الحية عليها فتساقط الأبرياء إما قتلى في شوارع المدن أو يجري جمعهم كالأغنام إلى ظلمات المعتقلات والتعذيب. ولم يكن جلادو النظام وميلشياته يميزون بين شيخ وامرأة وطفل وأبرياء. وأمام هذه الهجمة الشرسة المجرمة التي كانت تدار من طهران وبتدبير من الحرس الثوري الإيراني، اضطر السوريون إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وبلادهم. وحفزت السلوكية الإجرامية لنظام الأسد وميلشيات حزب الله على نشوء حركات سورية مضادة، استغلتها منظمة القاعدة الإرهابية لتتمدد إلى سوريا باسم داعش. وعلى الرغم من أن حركة داعش قاسية وعنيفة وإرهابية، إلا أن السكان في العراقوسوريا رأوها أقل قسوة من الأنظمة الطائفية وميليشيات طهران، ولهذا السبب وحده تمكنت داعش وتمددت. ويتعين أن يعي المجتمع الدولي أن القضاء على الإرهاب لا يمكن إلا بالقضاء على أسبابه، فوجود نظام الأسد في سوريا هو محفز مستمر واستفزازي لنشوء حركات إرهابية أخرى. ووجود ميلشيات تديرها طهران في العراق هو سبب مستمر لإنتاج المزيد من حركات التطرف في العراق. وقد دعمت المملكة الحكومة العراقية الراهنة على أمل أن تصحح النهج وأن تبدأ خطوات حقيقية نحو المصالحة الوطنية وأن ترفع المظالم وأن تمتنع عن مواصلة السياسة الطائفية التي كان ينتهجها نوري المالكي وأن يشعر العراقيون بالعدل والمساواة والحقوق المشتركة في وطنهم. أما في سوريا فإنه لا يبدو يوجد أي أمل باجتثاث الإرهاب في سوريا ما لم يرحل نظام الأسد، خاصة أن النظام أصبح رسمياً عدوا للسوريين بعد أن قتل منهم وبإدارته وإدارة رعاته نحو ربع مليون سوري وشرد الملايين وأخفى مئات الآلاف وحول المدن السورية إلى ركام وفتح سوريا لغزاة من كل نوع وأعطى ولاءه لميلشيات طهران ومكن السيادة الإيرانية الكامل على الأراضي السورية.