الإرهاب الذي يضرب المنطقة لم يكن بفعل تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى فقط.. هناك كيانات سياسية ودول تتحمل المسؤولية عن انتشار الإرهاب وقد تورطت في العنف من اليمن إلى ليبيا مروراً بالعراقوسوريا. نظام الأسد هو واحد من الأنظمة التي أسست للإرهاب الذي يضرب في المنطقة ومسؤول عن انتشار العنف المنفلت من أي ضوابط. تنظيم «داعش» هو الأكثر عنفاً وإرهاباً وارتكب جرائم فظيعة بحق المدنيين في كلٍّ من العراقوسوريا، لكن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق مَن سلَّح التنظيم ومن يُموِّله، ولابد من ملاحقة المسؤولين عن ذلك. نظام الأسد الذي فقد شرعيته الداخلية والدولية يجب أن تُوجَّه له ضربات عسكرية أسوة بالتنظيمات الإرهابية، فهو يمارس الإرهاب ضد المدنيين العزَّل باسم الدولة والقانون ويتحمل المسؤولية عن وجود التنظيمات الإرهابية كالقاعدة و «داعش» في سوريا والمنطقة. محاربة الإرهاب والقضاء عليه يجب ألا تقتصر على محاربة عناصر إرهابية خارجة عن القانون، يجب محاسبة كل مسؤول عن تمويل وتسليح الإرهابيين لأن محاربة الإرهاب كلٌّ لا يتجزأ. أي خطة دولية لمواجهة «داعش» يجب أن تأخذ في الاعتبار أن هذا التنظيم ليس إلا مرادفاً للنظام، الثاني استفاد من الأول وهيَّأ له ظروف الانتشار والتمدد وترك له الأسلحة والمواقع العسكرية.