لم أكن أتوقع اطلاقا ولم يكن بالحسبان أو على بال أحد من الشارع الرياضي، أن يكون مدرب الأخضر هو مدرب فريق الأهلي الإماراتي الروماني اولاريو كوزمين، وهو البعيد عن الكرة السعودية، منذ نحو خمسة أعوام، ولا يعرف الكثير عن مستويات لاعبي أندية دوري جميل بحكم ابتعاده عن الملاعب السعودية، وكان الأجدى ان يتم الاستعانة بأحد مدربي فرق دوري جميل كبيتوركا مدرب فريق الاتحاد؛ نظرا لكونه قد سبق له تدريب منتخب رومانيا، أو مدرب الأهلي السويسري جروس لنتائج ومستويات الأهلي المميزة في الدوري، أو مدرب الفيصلي البلجيكي ستيفان أو مدرب التعاون البرتغالي قوميز. وإن كنت تمنيت أن يتم تكليف المدرب الوطني سامي الجابر بحكم طموحه الكبير، أو مدرب الأخضر للاحتياجات الخاصة الدكتور عبدالعزيز الخالد بحكم إنجازاته في بطولات كأس العالم بالاضافه إلى ان كوزمين لم يسبق له تدريب أي منتخب من قبل. * هل يتوقع الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يحقق المدرب الروماني كوزمين ما عجز عن تحقيقه من سبقوه في تدريب الأخضر، خصوصا انه لا يفصلنا عن نهائيات كأس أمم آسيا سوى ثلاثة أسابيع فقط، وسبق للمنتخب العراقي ان استعان بالمدرب البرازيلي ايفرستو في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك الذي كان مدربا للمنتخب القطري، كما استعان الاتحاد الكويتي بمدرب فريق كاظمه التشيكي ميلان ماتشالا، وحقق عدة إنجازات مع الأزرق ودرب منتخبات السعودية والإمارات وعمان، محققا معها نتائج ايجابية، إلا أن وضع كوزمين مع الأخضر مختلف تماما من جميع النواحي، إلى جانب أن اعارته لتدريب الأخضر لمدة شهر واحد فقط من أجل المشاركه في نهائيات كأس امم اسيا، وربما يذهب بعيدا مع الأخضر في هذه البطولة القارية، لا سيما وانه استعان بالمدرب الوطني عبداللطيف الحسيني كمساعد له، وهو يعرف الكثير عن الاخضر بحكم عمله مع الشباب والهلال، وسوف يعتمد عليه كوزمين كثيرا في عملية اختيار اللاعبين ويسهل من مهمة كوزمين. * مهما كانت الأسباب والدوافع التي أجبرت الاتحاد السعودي لكرة القدم على اختيار كوزمين مدربا للاخضر بصفة مؤقتة، يجب ان يقف الإعلام والشارع الرياضي مع الأخضر؛ لأنه في مرحلة هامة وحساسة جدا خصوصا بعد اخفاقه في دورة كأس الخليج الأخيرة، ونتمنى وندعو للأخضر بالتوفيق في نهائيات كأس امم اسيا ومن الصعب ان نطالب الاخضر وكوزمين بالبطولة، وان تحقق ذلك فهو شيء جيد ويعتبر اعجازا وليس إنجازا، ويندرج تحت بند المعجزات والمستحيلات، وقد يكرر ما فعله ميلان ماتشالا مع المنتخب الكويتي، وبدون شك ان مثل هذا يتطلب تضافر الجهود من قبل الجهازين الفني والاداري واللاعبين والاعلام والشارع الرياضي، وقد يكون كوزمين هو ضالة الاخضر ومن حسن الصدف ان المنتخبين السعودي والإماراتي لا يتقابلان في دوري المجموعات، ولا في الدور ربع النهائي، ولا في الدور نصف النهائي، إلا إذا تقابلا في النهائي في حال تجاوزهما لجميع مبارياتهما في هذه البطولة، وهنا سيكون وضع كوزمين محرجا أمام المسئولين والجمهور في دولة الإماراتالمتحدة الشقيقة، وان كنت استبعد ان يحدث هذا وإنما هي مجرد أمنية ليس إلا. * وهنا لا بد أن نشيد بدور الاشقاء في دولة الإمارات الشقيقة، وفي مقدمتهم سمو ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ونادي أهلي دبي على موافقتهم بإعارة المدرب كوزمين مجانا وبدون مقابل؛ نظير العلاقات الحميمة التي تربط البلدين الشقيقين في كل المجالات، وهو موقف لا يمكن ان ننساه أبدا، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو نجح كوزمين مع الأخضر في كأس أمم آسيا، ورغب الاتحاد السعودي لكرة القدم في التعاقد معه بعد نهاية الدوري الإماراتي (دوري الخليج العربي) للإشراف على تدريب الأخضر في تصفيات كأس العالم المقبلة، وإن كنت أرى ان ذلك لن يحدث؛ احتراما وتقديرا للأشقاء في الإمارات ونادي أهلي دبي؛ لوقفتهم المشرفة وعدم ترددهم aفي الموافقة على إعارة كوزمين لتدريب الأخضر في نهائيات كأس أمم آسيا السادسة عشرة بنظام الإعارة لمدة شهر بدون مقابل.