أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن مشكلة الهلال تكمن في جماهيره والتي لا يرضيها إلا تحقيق البطولات، مشدداً على أنها تسهم في تشكيل ضغوط كبيرة على الفريق، وقال: «جماهير الهلال لا ترضى إلا عندما يحقق جميع البطولات ولا تريد أنصاف الحلول، وهي مشكلة كبيرة جداً، لأنها تشكل ضغوطاً كبيرة على الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، ومن الطبيعي أن الجميع يطالب بنتائج إيجابية، لأن الفريق مدجج بالنجوم ومهيأ للبطولات». وأضاف: «أهم أسباب التراجع هي إقالة كوزمين، وهذا الرأي أكده غالبية الاعلاميين والمحللين، إذ أعقب رحيله تخبط فني، والإدارة لم توفق في حسم الموضوع، لأنها كانت تنتظر إعادة كوزمين ولم تقم بتكليف الحسني مباشرة لتدريب الفريق أو جهاز وطني متكامل أو طرح الثقة بأي مدرب يقود الفريق». وطالب الخالد إدارة الهلال بوضع لجنة فنية متخصصة تتابع عمل المدرب واللاعبين ورفع تقارير وتقويم مستوى عمل المدرب، قائلاً: «وجود اللجنة مهم جداً لدورها الفعّال سواء في تنسيق اللاعبين وإبقاء آخرين، واستقطاب لاعبين محليين أو أجانب، وقياس مدى مناسبة قدراتهم للفريق، وهذا ما أخفقت فيه إدارة الهلال عندما استقطبت اللاعب السويدي ويلهامسون الذي لا يتناسب عطاؤه مع لاعبي الهلال، ما دفع المدرب إلى اللعب بطريقة تناسب ويلهامسون، ولا تتناسب مع قدرات لاعبي الفريق من خلال التكتيك الذي يناسب ويلهامسون، وبالتالي اضطر جميع لاعبي الهلال إلى اللعب بما يتناسب مع قدرات ويلهامسون ما أثر في عطائهم، وكان يجب أن يجاريهم». وأضاف: «إذ أردت جلب لاعبين أجانب فيجب أن تتناسب قدراتهم مع منهجية لاعبي الفريق، وأفترض أن وجود لجنة فنية سيساعد إدارة النادي في هذه الرؤية». وطالب عبدالعزيز الخالد بعمل غربلة بتغيير «شامل» في الفريق عبر جلب لاعبين محليين جدد، وتصعيد لاعبين من درجة الشباب والاستفادة منهم مستقبلاً للإسهام في نجاح الفريق في مقبل الأيام، وطالب بعدم الضغط على إدارة الهلال بشكل كبير، وقال: «يجب على جماهير الهلال أن تعلم أن الفرق الأخرى تعمل مثل الهلال، ولذلك عليها أن تترك الإدارة تعمل خصوصاً أن إدارة الهلال تعمل بشكل ممتاز وبهدوء وتعاملها مع الوسط الرياضي راق، والمجتمع الرياضي يحتاج لنوعية الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تعامله وطرحه في الإعلام، لأننا نحتاج لمزيد من التآخي والألفة والمحبة كما هي لدى رئيس الهلال». وأضاف: «الهلال قادر على تحقيق البطولات الداخلية والخارجية متى ما تعامل مع النجوم بشكل جيد، ففي صفوفه نجوم أمثال العنبر والصويلح والشلهوب والفرج وخيرات، وفي المستقبل العابد وعدد كبير غيرهم يجب أن تطرح الثقة بهم، وأهم أمر توظيف اللاعبين كما ينبغي وتحديد منهجية عمل فني تناسب قدراتهم وليس كما فعل كوزمين عندما أحضر لاعبين لا يتوافقون مع منهجية لاعبي الهلال، ولو كانت منهجية الأجانب الثلاثة مثل التايب لنجحوا مع الهلال». أما نائب رئيس الهلال السابق والكاتب الرياضي حالياً طارق التويجري أرجع ما تعرض له الفريق من هزة في نهاية الموسم المنصرم إلى ابتعاد المدرب كوزمين عن تدريب الفريق، مشدداً على امتلاكه لثقافة مختلفة على الأصعدة كافة، مشيراً إلى أن استقرار كوزمين على 14 لاعباً فقط طوال فترة وجوده مع الفريق كان خطأ كبيراً تحمل الفريق تبعاته عقب رحيله، واعتبر النائب الهلالي السابق فشل المدرب البلجيكي ليكنز مع الفريق طبيعياً ومتوقعاً، قائلاً: «المرحلة التي جاء فيها ليكنز مرحلة حساسة وحرجة خصوصاً انها واكبت مباريات حاسمة وحساسة، فيما كان إشراف الحسيني على الفريق مناسباً وحقق نجاحات جيدة لولا الأخطاء التي حدثت في لقاء أم صلال، وأسهمت في خروج الفريق من بطولة آسيا، إذ لم يتعامل الحسيني كما ينبغي مع أحداث اللقاء، ما جعل الهلال يخرج في وقت لم يتوقع فيه أن يخرج من دوري ال 16 لبطولة آسيا». واعترف التويجري بأن الهلال لديه أخطاء إدارية قادر على حلها «الهلال فريق كبير، ومع أنه إدارياً قدم الكثير من الإيجابيات كأمر طبيعي لفريق يترأسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد، إلا أن هناك بعض السلبيات التي يدركها الرئيس، وهو رجل محنك ومدرك، ويتعامل مع الأمور وفق مفهوم واقعي بحت». وأضاف: «وضحت له في الموسم الأول، الكثير من الأمور إيجاباً وسلباً، خصوصاً أنه يبحث عما يدعم الفريق، ويريد القضاء على ما يضر بالهلال، لذا على جميع الهلاليين ان يدعموه في توجهاته». أما لاعب الهلال السابق والمحلل الرياضي الحالي فيصل أبو اثنين، فكانت له وجهة نظر مختلفة حيال فشل الهلال في تحقيق البطولات الموسم الماضي إذ قال: «مشكلتنا في الكرة السعودية، أننا دائماً نقوّم نهاية الموسم وننسى بدايته، والمجهودات التي بذلت بداية الموسم، لا تلغي القياس العادل في نهايته، فهناك من اللاعبين من يبدع في آخر مباراتين في الموسم، وبالتالي يحظى بالنجومية، وهذا فيه ظلم وإجحاف بحق لاعبين كانوا يقدمون مستويات متطورة وكبيرة طوال الموسم». وأردف في ما يخص إخفاق الهلال «فشل الأندية في تحقيق البطولات يعود الى كثرة مشاركاتها داخلياً وخارجياً، خلاف مشاركات المنتخب، لذا ففرصة تحقيق البطولات تنخفض بنسبة 50 في المئة، خصوصاً لدى الفرق الكبيرة المتنافسة ما يسهل فشلها، وبالتالي فعندما تحقق بطولة، فإنك في عرف المتابعين لم تحقق شيئاً، بخلاف بطولات الدول الأخرى، التي لديها دوري وكأس، الى جانب البطولات الخارجية، أما البطولات الأخرى فهي ودية ليست بالأهمية ذاتها». وأضاف: «لا ننسى أن اللاعبين وبالذات في الأندية الكبيرة، مشاركون مع المنتخب باستمرار، وهذا ما يؤثر في مستوياتهم وعطائهم بسبب الإجهاد، وبالذات لاعبي الهلال والاتحاد والشباب، بل ان الضرر وصل للمنتخب، وأعتقد أن أمام مدرب المنتخب مسؤولية إعادة لاعبيه لمستوياتهم، خصوصاً النجوم منهم، في ظل الظروف المعنوية التي يعيشونها». وأكد ابوثنين أن الهلال قدم في بداية الموسم مستوى رائعاًَ بخلاف نهاية الموسم «الهلال قدم مع بداية الموسم مستوى رائعاً، ولكن بعد إبعاد مدربه الروماني كوزمين ظهرت العديد من المشكلات، سواء على المستوى الجماعي أو على مستوى الأفراد، لأن اللاعبين كانوا متأثرين بشخصية المدرب، التي كانت لها دور كبير على مستوى اللاعبين، وضبط الأمور الفنية والمعنوية». واعتبر أبو اثنين أن وجود الهلال في جميع البطولات المحلية والخارجية له دور في تعرض الهلال للإجهاد «الهلال شارك في جميع البطولات المحلية، وكان ينافس فيها جميعاً، وجاءت مبارياته المهمة في وقت لا يتعدى الشهرين، وخلالها مر بظروف سيئة لم تمر عليه طوال العام، وهذا ما أثر في مستوى الفريق». وأكد قائد الهلال السابق أن وجود إدارة بقياد الأمير عبدالرحمن بن مساعد، سيسهل عودة الهلال لوضعه الطبيعي «على رغم أن هذه السنة هي الأولى للإدارة الهلالية، إلا أن ما حدث للهلال في هذه السنة يكفي الإدارة خبرة عشر سنوات مقبلة، للتعامل مع المتغيرات في فترة بسيطة، وستعود إيجاباً على الإدارة واللاعبين والجماهير، من خلال إعادة صياغة الفريق، وتقويم الأمور ومراجعة الأسماء الموجودة في الفريق، وإحضار لاعبين أجانب أكفاء قادرين على خدمة الفريق». وأضاف: «أمام الإدارة الهلالية مهمة شاقة في تصعيد شباب النادي الحاصلين على بطولة المملكة، إذ إنها ستكون ذات طابع إيجابي على مستقبل الفريق، وأتمنى أن يستفيد الهلال كما يجب مما حدث له».