في نظرة فاحصة على مجمل الإصدارات التي قدّمتها الأندية الأدبية خلال عام 2014م نواجه تفاوتاً كبيراً في صناعة الكتاب على المستويين الفني والإخراجي، ففي الوقت الذي تتعاقد فيه بعض الأندية مع دور نشر لبنانية أو عربية ذات تاريخ طويل في النشر والتوزيع والصناعة تتوجه أندية أدبية أخرى، مثل أدبي الدمام، لمطابع محلية ليس لها تاريخ يذكر لتقدّم لكتَّابها وقرائها إصداراتها في صورة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها رديئة في زمن أصبحت صناعة الكتاب في حد ذاته قيمة فنية تضفي على مضمونه. هذا ناهيك عن عدم انتشارها! قبل عامين تعاقد أدبي الشرقية مع دار «أثر» السعودية التي شهد لها المتابعون -رغم حداثتها- بالصناعة الجيدة للكتاب، ولقد أمسكنا -حينها- بين أيدينا إصدارات فاخرة بإخراج فني متماسك. ولكن، سرعان ما تبدّلت الأحوال، وتغيّر العقد بين النادي و «أثر» بسبب خلافات إدارية لم تصمد في العقد الثاني. وكان من المتوقع أن تذهب إصدرات النادي لمطبعة أخرى لا تقل فنية واحترافية عن «أثر». غير أن الأمر لم يجرِ كما هو متوقع! ربما تكون الأسعار هي السبب، ربما سياسة النشر، ربما القرب والبعد، وربما احتمالات أخرى. غير أن الأكيد أن قرار النادي في فسخ العقد مع دار «أثر» والتوجه لدور بلا تاريخ لرخصها هو قرار حوّل الكتاب لمجرد «سلق بيض» في نظر إداريي النادي الذين نظروا للقيمة المادية السريعة دون النظر للمضامين الفنية والثقافية الأخرى. هذا مع العلم أن مكرمة الملك «العشرة ملايين ريال» لا أحد -حتى الآن- أخبرنا كيف صرفت!