قبل أيام قليلة تم اعتماد مادتي الإبداع وريادة الأعمال ضمن المقررات الاختيارية للعام الحالي وفي الفصل الثاني في جامعة أم القرى هذه الخطوة بحد ذاتها رياديّة تعكس التوجه الكبير للجامعة ممثلة بالقائمين على قسم الإعمال والإبداع المعرفي ولا ضير إن قلت إن الفكر الشبابي سيكون له الأثر الفعَّال في المجتمع السعودي متى ما تم الإيمان بالقدرات الإبداعيّة التي تتغلغل في العقول، ولعلّي هُنا ونظير معرفتي بالدكتور فواز سعد الذي أراه ومن وجهة نظري وغيري الكثير عرّاب الريادة والإبداع لما يقوم بهِ من مناشط مختلفة على أرض الواقع الأكاديمي فهو يملك عديداً من الأنشطة الإبداعية في غربته الدراسية في بريطانيا ولم يتوقف عند ذلك بل امتد بهِ العشق الإبداعي إلى أن مارس الأنشطة بعد عودتهِ للوطن من خلال الإضافة الكبيرة له من خلال وجوده بجامعة أم القرى مع نخبة من الأكاديميين في الجامعة العريقة. إن الحاجة الاجتماعية تدفع بالعقول إلى نثر الإبداع على ساحة الريادة وكثيراً ما نسمع بين الأوساط الاجتماعية عبارة « الحاجة أم الاختراع» فالحاجة التي قد تواجه الفرد مهما كانت نوعيتها «إعلاميّة – فنية – دراسية – اجتماعية .. إلخ» ، هي القائد للعقل البشري نحو التفكير الإبداعي والريادي من خلال إيجاد الطرق المناسبة لحلها عبر استخدام المقومات المتاحة من الجهات ذات العلاقة التي قد تنتقل إلى مرحلة التعاون ليصبح الشباب جزءاً من التنمية والتغيير بالإضافة إلى توجيه الطاقات الإبداعية التوجيه السليم. إننا لا نبدع لنفسنا فقط وإنما لغيرنا والمجتمع وعلى الجامعات والجهات ذات الاختصاص أن تُبارك الإبداعات العلميّة والاجتماعية والموجهة إلى إيجاد الحلول الجذرية للعطالة المنتشرة بين أوساط المجتمع الشبابي السعودي. هذا الاهتمام بكل تأكيد سيكون له الأثر الإيجابي، الفيلسوف ريبو يقول: «مهما كان الإبداع فردياً فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي» فالمبدع لايقوم بفعله إلاّ عندما تكون الحاجة مطلباً أساسياً للعيش الكريم. وهذا يقودنا إلى الطرق والأفكار التي تلعب دوراً مهماً في حياة المبدعين والمبدعات فعلى سبيل المثال كان «ابن سينا» يتوصل إلى حل مسائل صعبة في النوم أو الصلاة. وهذا يعكس لنا أمراً مهماً وهو أن التفكير الإبداعي لا يرتبط بمكانٍ أو زمان إنما يعتمد على تدوين الفكرة ومن ثم تطويرها. في أوائل القرن التاسع عشر واجه عدد من البيولوجيين النقد حيال أسلوب التجارب العلمية الذي كان من شأنه أن يسبب تداخلاً في التراكيب العضوية الحية حتى أن بعضهم أرادوا من العلوم البيولوجية أن تتخلَّى عن طموحها. هذا الرفض زاد من عزيمة البيولوجيين حينها، فالتجارب التي قام بها كلود برنارد تميّزت في استخدام المنهج البيلوجي وعلوم الفيزيلوجيا التجريبية وكانت النتائج كما نراها اليوم من تفسيرات للعمليات الحيوية والتعمق في أسرارها ومثال ذلك تحضيرات مركب الأنسولين الذي يعيش عليه كثير من المرضى ومن ذلك نستنتج ثمار التطبيقات والبعد عن كل العوامل المحبطة والمحاولة للوصول إلى الأهداف من خلال الاستمرارية في الإبداع علمياً كان أو اجتماعياً .على يقين أن الأفكار الإبداعيّة كثيرة لأن الله سبحانهُ وتعالى ميَّز الإنسان بالعقل للتفكُّر وإن خرجت الأفكار ناقصة فتغذيتها عبر الوسائل الأكاديمية في الجامعات والمدارس سوف يُساهم في النمو والنضج من أجل تكميلها ، وعلى جامعاتنا ومراكز التعليم وجهاتنا الحكومية أن تتبنى المبدعين فهم الجزء الأكبر من التغيير وهم الثروة الحقيقة التي تنمو وتبقى. في خاطري: نريد تحويل نظرتنا للبسمة في وجوه الغير من الدهشة إلى عدم الاستغراب.