اشتُهرت منطقة نجران بعديد من الأنشطة الحرفية المتنوعة من حيث المواد والاستخدام، ورغم التطور الحادث في المجتمعات إلا أنها ما زالت محتفظة ب «ذاكرة شعبية» متَّقدة، حيث تقدم عديداًمن منتجاتها التراثية في الأسواق الشعبية والمتاحف، مستغلة إقبال الناس على المنطقة التي تعد مزاراً سياحياً طوال أيام السنة. وتقدم الجهات المختصة جهداً مقدراً في دعم هذا النشاط المهم، الذي يعكس حضارة المنطقة وتاريخها القديم، وبوصفه إرثاً وطنياً ومصدراً لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملاً لإنعاش الحركة التجارية والسياحية في المملكة، إضافة إلى مساعدته على توفير عديد من الفرص الوظيفية للحرفيين والحرفيات في المنطقة. وتعد القرية التراثية أحد أشكال الدعم، وقد حاكى تصميمها التراث النجراني والبيوت الطينية التي تُشتهر بها المنطقة، واستقطبت الحرفيين والحرفيات لعرض مصنوعاتهم التراثية عبر 15 محلاً للمقتنيات التراثية والشعبية. وأقيمت القرية ضمن برنامج (بارع)، أحد أهم البرامج الوطنية التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار للحفاظ على الحرف والصناعات اليدوية وتنميتها. كما توجد هناك قرى تراثية أخرى تبلغ 34 قرية، وتحتوي كل قرية على أكثر من 12 منزلاً تراثياً من القصور والقلاع النجرانية، أو ما يُعرف باسم «الدروب الطينية» بين مزارع النخيل والبساتين على ضفاف وادي نجران، ويعد مكاناً مفضلاً للسائحين والزائرين للاطلاع على فن البناء القديم والهندسة العمرانية الفريدة في إنشاء البيوت الطينية المنتشرة في القرى. كما يمثل سوق أبا السعود التاريخي في حي «البلد» ثقلاً اقتصادياً وتاريخياً للمدينة بما يضمه من مصنوعات وحرف أثرية تُشتهر بها المنطقة كالخنجر النجراني «الجنبية»، إضافة إلى الصناعات الجلدية والمنسوجات والأواني الفخارية والحجرية التي يحرص الزائرون للمنطقة على اقتنائها كهدايا وتذكار للزيارة لمدينة نجران مثل «المداهن» و«المطارح» و«المشاريب» وغيرها.