دعت الجبهة الشعبية في تونس أمس إلى قطع الطريق أمام الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي للفوز في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، محذرة في الوقت نفسه من خطر عودة الاستبداد مع صعود رموز للنظام السابق. وأعلن الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أمس حمة الهمامي، خلال مؤتمر صحفي، الموقف الرسمي للجبهة الممثلة لقرابة 12 حزباً من اليسار، من الدور الثاني للرئاسية بعد مشاورات استمرت لأيام. وقال حمة الهمامي إن» الجبهة تدعو الناخبين إلى قطع الطريق على المرشح الفعلي لحركة النهضة وحلفائها المنصف المرزوقي إلى رئاسة الجمهورية بعد أن اكتوت تونس وشعبها زمن حكمه بنار الاغتيالات السياسية والإرهاب إضافة إلى سلسلة من الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ناهيك عن ارتهانه لحزب حركة النهضة وارتباطه بروابط العنف وجميع الحركات السلفية المارقة عن القانون والمحرضة على الفتنة والتكفير والتقسيم». كما دعا الهمامي إلى «الأخذ على محمل الجد إمكانية عودة منظومة الفساد والاستبداد القديمة بآليات وطرق وتحالفات جديدة معادية لمطالب الثورة». وأوضح الهمامي أن «مرشح حزب نداء تونس لم يوضح مشروع حكمه فيما يتصل بحركة النهضة إضافة إلى أن حزبه يضم عديداً من رموز النظام القديم ما ستكون له انعكاسات على ملفات لا تقبل المساومة عندنا، خاصة في أحداث الاغتيالات السياسية وأحداث الرش بسليانة وملف العدالة الانتقالية ومكافحة الإرهاب». وكانت الجبهة قد حلت رابعة في الانتخابات التشريعية بفوزها ب15 مقعداً في البرلمان، كما حل مرشحها حمة الهمامي في المركز الثالث بالدور الأول للانتخابات الرئاسية. ويتواجه مرشح حزب حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي مع المرشح المستقل المنصف المرزوقي والمدعوم من حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية وعدد آخر من الأحزاب القريبة منه. وكانت حركة النهضة قد أعلنت حيادها في الدور الأول، وحافظت حتى الآن على الموقف ذاته غير أن أنصارها وقواعدها على الأرض صوتوا بأغلبية واضحة للمرزوقي. وتعتبر الجبهة الشعبية المرزوقي المرشح غير المعلن لخصمها اللدود حركة النهضة.