أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس النتائج الأولية للدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي الذي جرى الأحد الماضي، مؤكدةً الأرقام التي توصلت إليها استطلاعات الرأي أول من أمس، والتي أشارت إلى تقدم كل من الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وزعيم حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي وتأهلهما إلى الدورة الثانية. وحل السبسي أولَ بعد فوزه بنسبة 39 في المئة من الأصوات والمرزوقي ثانياً بعد نيله 33 في المئة، فيما فاز مرشح «الجبهة الشعبية» حمة الهمامي بالمركز الثالث بنسبة 9 في المئة. وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، في مؤتمر صحافي أمس، إن اجراء الدور الثاني يستوجب الانتهاء من البت في الطعون، مشيراً إلى «إمكانية إجراء الدورة الثانية في 14 كانون الأول (ديسمبر) في حال عدم تقديم طعون من قبل المرشحين». وعلى رغم أن النتائج الأولية لم تختلف كثيراً عن استطلاعات الرأي، إلا أن الأرقام التي قدمتها الهيئة أثبتت تقلص الفارق بين المرشحَين الأولين إلى 6 نقاط ما يعني أن المنافسة في الدور الثاني ستكون على أشدها، إذ حصل قائد السبسي على مليون و300 ألف صوت فيما صوّت للمرزوقي مليون و100 ألف صوت من أصل أكثر من 5 مليون ناخب تونسي. في سياق متصل، رفض السبسي في حوار تلفزيوني أمس، إجراء مناظرة مع المرزوقي، الذي كان دعاه إليها مباشرةً بعد انتهاء التصويت في الدورة الأولى. إلى ذلك، تعقد حركة «النهضة» الإسلامية في نهاية الأسبوع الجاري اجتماعاً لمجلس الشورى (أعلى سلطة فيها) للنظر في نتائج الانتخابات وبحث إمكان دعم أحد المرشحَين، بعد أن كانت تركت الحرية لأنصارها في دعم مَن يرونه مناسباً في الدورة الأولى. ويتنافس السبسي والمرزوقي على كسب تأييد أكبر عدد من المرشحين الخاسرين، فأعلن المرشح سليم الرياحي (حلّ رابعاً) دعم السبسي، إلا أن مرشح «الجبهة الشعبية» (اليسار) حمة الهمامي لم يقرر دعم أي مرشح بعد. وأشارت قيادات في الجبهة الشعبية إلى أن «الجبهة لم تقرر بعد دعم أي مرشح لكنها حسمت قرارها بعدم دعم ترشيح المرزوقي»، ما يشير إلى احتمال أن يترك اليسار الحرية لأنصاره في التصويت أو سيتجه إلى دعم السبسي، وهو ما يستبعده مراقبون على اعتبار أن حزب «نداء تونس» محسوب على فلول النظام السابق.