لن يبدأ تفعيل الخطط الغربية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية وتزويدهم بالمعدات قبل أواخر فبراير المقبل على الأقل، بحسب رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة. وقال البحرة، في مؤتمر صحفي أمس في كوبنهاجن عقب لقائه وزير خارجية الدنمارك مارتن ليديجارد، إن «القضية هي أن تطوير سياسات وإجراءات لوضع هذا البرنامج قيد التنفيذ يستغرق وقتاً طويلاً»، متوقعاً أن «يبدأ بحلول نهاية فبراير أو نهاية مارس، وهي فترة طويلة للغاية لترك الجيش السوري الحر في ظل المستوى الحالي من المساعدات». في الإطار ذاته، اعتبر البحرة أن الولاياتالمتحدة والدول الصديقة بحاجة إلى إيجاد سبل لزيادة مساعداتها لمقاتلي المعارضة، واتهم واشنطن بالتركيز فقط على مواجهة «داعش» ونسيان قتال بشار الأسد الذي وصفه ب «سبب الإرهاب والتطرف في المنطقة». ويكافح مقاتلو المعارضة السورية المعتدلة نسبياً للحفاظ على أراضٍ سيطروا عليها في مواجهة جماعات وتنظيمات متشددة مثل «داعش» وجبهة النصرة فضلاً عن قوات النظام. ويقول مقاتلون في المعارضة إن جماعات خضعت للتدقيق تلقت بالفعل كميات ضئيلة من الدعم العسكري الأمريكي من خلال برنامج تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ويقع برنامج التدريب في قلب استراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بشأن سوريا، وهي خطة تمتد لسنوات وتهدف إلى تعزيز القوات المحلية للوقوف في وجه مقاتلي «داعش» مع إبقاء القوات الأمريكية بعيداً عن ميدان القتال. وفي سياقٍ آخر، وصف هادي البحرة تعليق المساعدة الغذائية لحوالى 1.7 مليون نازح سوري بأنه «أمر بالإعدام موقَّع بموافقة الأسرة الدولية»، محذراً من تعرض هذا العدد من النازحين للموت جوعاً خصوصاً مع فترة الشتاء. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي أمس «60 % من هؤلاء نساء وأطفال، ونحن كسوريين لا نفهم كيف يمكن للأسرة الدولية أن تترك 1.7 مليون شخص يموتون جوعاً أمام أعينها». وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن الإثنين الماضي تعليق برنامجه للمساعدات الغذائية الموجَّهة إلى مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف بائسة في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر؛ بسبب نقص الأموال. وأُطلِقَت الأربعاء حملة تبرعات على شبكات التواصل الاجتماعي لجمع مبلغ 64 مليون دولار بصورة ضرورية لاستئناف المساعدة الغذائية في أسرع وقت ممكن.