تباينت مواقف المرشحين الجمهوريين الثمانية للرئاسة الأمريكية خلال المناظرة الأولى حول السياسة الخارجية والأمن القومي التي جرت في سبارتنبرغ في ولاية كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق) ،والتي اتسمت في أغلبها بالمزايدات في عدد من القضايا الأساسية دون أن يقدم أحدهم أي مقترحات مناسبة. ومن أهم القضايا التي يشعر الأمريكيون بالقلق منها، الوضع الاقتصادي المترنح رغم تحقيق الرئيس باراك أوباما نجاحات معتبرة في السياسة الخارجية، خاصة تلك التي تكللت بتصفية “العدو الأول” لأمريكا في العالم، أسامة بن لادن، في حين يرى البعض أنه لم يتم بذل أقصى الجهود الممكنة لمكافحة البطالة المتصاعدة. لكن، هذا لم يمنع المرشحين الجمهوريين الذين لا يملك معظمهم خبرة في السياسة الخارجية من الإدلاء بدلوهم، وأن يهاجموا بعنف -غير مسبوق- سياسة اوباما المتبعة حيال الصين أو إيران أو إسرائيل أو باكستان أو أفغانستان. ومن أهم المواقف التي صدرت خلال المناظرة، الوعد الذي قطعه ميت رومني، حاكم ماساتشوستس السابق، وهو أحد أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات، مع رجل الأعمال الأسود هيرمان كين كما أظهرت أحدث استطلاعات الرأي الأمريكية، بان إيران “لن تحصل على السلاح النووي” إذا انتخب في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وفي حالة إعادة انتخاب اوباما “تأكدوا أن إيران ستحصل على السلاح النووي”. وعبر معظم المرشحين في المناظرة عن “مخاوف جدية” من احتمال وجود بعد “عسكري” للبرنامج النووي الإيراني، واعدين بتحركات سرية أو بعمل عسكري ضدها. لكن عادوا جميعا ليتفقوا للسياسة التي يتبعها اوباما حاليا حيال إيران القائمة على فرض العقوبات وممارسة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية. وقال هرمان كين الذي يواجه عددا من فضائح التحرش الجنسي مؤخرا، إنه “سيساعد حركة المعارضة التي تحاول قلب النظام في إيران”، أما ميت رومني، فقد دعا إلى فرض عقوبات على المصرف المركزي الإيراني، بينما عبر رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش عن أمله في مضاعفة العمليات السرية ضد البرنامج النووي الإيراني “بما في ذلك مهاجمة علمائهم”. كما طالب أيضا المرشح الجمهوري، ميت رومني، وخلال المناظرة، من الرئيس باراك أوباما بالاعتذار لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن الحوار الذي دار مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وهو نفس الموقف الجامع الذي تبناه باقي المرشحين بدون استثناء. وقال رومني: “لا يجوز أن يكون لنا رئيس يزدري العلاقات الخاصة مع (إسرائيل)”، وهذا على خلفية إرضاء قاعدته بين المسيحيين المحافظين وكسب أصوات الناخبين اليهود التي ترتدي أهمية كبيرة في بعض الولايات الأساسية مثل فلوريدا. وكان الموقع الفرنسي الشهير “وقفة مع الصورة” (Arrêt Sur Image) قد سرب حديثًا خاصا دار بين الرئيسين على هامش قمة مجموعة ال20 التي عقدت في مدينة كان الفرنسية في الأسبوع الماضي وصف خلاله ساركوزي نتنياهو ب “الكاذب”، فيما قال أوباما: “إنه مجبر على التعاطي معه بشكل يومي”. وركزت أسئلة المناظرة كثيرا على القضايا العسكرية، حيث وجه معظم المرشحين انتقادا شديدا لأوباما لإعلانه خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان. وكان هناك تباينا في الآراء حول كيفية التعامل مع باكستان والجماعات المتمردة التي تنشط على حدودها مع أفغانستان. فمن جانبه، رأى المرشح الأسود هرمان كين انه “يجب إعادة النظر” في العلاقات مع باكستان التي “من غير الواضح” أنها صديقة أو عدوة للولايات المتحدة. أما ريك بيري، حاكم ولاية تكساس، فقد دعا إلى تعليق المساعدات الأمريكية إلى إسلام أباد، قائلا: “إنه لا يستحقون مساعداتنا الخارجية التي يتلقونها، وذلك لأنهم ليسوا صادقين معنا. وقد حان الوقت لنا كدولة لنقول لا”. في حين، تبنى آخرون رؤية أكثر اعتدالا، حيث أشارت عضوة الكونغرس الأمريكي ميشيل باكمان إلى أن قدرة باكستان النووية وما تمثله من تهديد “إرهابي” يستلزمان الاستمرار في تقديم المساعدات لهذا البلد. من جهة أخرى، بدا المرشحون للانتخابات الرئاسية الأمريكية منقسمين بشأن مسألة استخدام وسائل “التعذيب” في مكافحة الإرهاب، حيث أكد البعض منهم تأييده لتقنية الإيهام بالغرق التي منع الرئيس اوباما اللجوء إليها عند توليه السلطة مطلع 2009.. ويرى رجل الأعمال هرمان كين، أن اللجوء إلى الإيهام بالغرق يعتبر “تقنية استجواب متقدمة” وهي شرعية، استخدمت في فترة إدارة الرئيس جورج بوش التي لم تعتبره “تعذيبا”. أما ميشال باكمان، نجمة حزب الشاي فهي ترى أن هذه التقنية “سمحت لبلدنا بالحصول على معلومات” ولا حرج في العودة إلى استخدامها من جديد، وقالت أن التخلي عن هذه التقنية “أشبه بان نكون قررنا أننا نريد خسارة الحرب على الإرهاب في عهد اوباما. إنها ليست إستراتيجيتي”. أما حاكم تكساس ريك بيري، فهو عبر عن معارضته التعذيب لكنه يؤيد “تقنيات الاستجواب المتقدمة”. وأضاف انه من غير الطبيعي “عدم توفر هذه الإمكانية لانتزاع معلومات من اجل إنقاذ حياة شبابنا” في الجيش. الانتخابات الأمريكية | اوباما