اعترف الروائي محمد المزيني في محاضرة بنادي تبوك الأدبي بعنوان “اللغة في السرد الأدبي السعودي” بأن الإنتاج الروائي في المملكة لم يصل إلى المستوى المأمول من الجودة، وإن وصلنا إلى البوكر، وقال: إننا كتبنا رواية، ولكن لغوياً لم نصل للحد الجيد، باستثناء عبدالرحمن منيف، وعبدالرحمن العكيمي في روايته “رقصة أم الغيث”، أما بقية الروايات فلم تجمع الخصائص الكاملة للرواية. وشن هجوماً عنيفاً على النقاد السعوديين، ووصفهم بالتعالي على نقد الأعمال الروائية في المملكة، ممتدحاً النقاد المصريين، ومؤكداً أن لديهم كُتَّاباً متخصصين في نقد الرواية، في حين نفتقد لهذا. واختتم حديثه بذكر انقسام الروائيين عند كتابة الرواية، وكتابتها بأكثر من منهج من ناحية اللغة، فقال: “هناك كُتَّاب كتبوا الرواية بلغة شعرية هادئة، ولم يذكر نماذج للروائيين الذين كتبوا بهذه اللغة”. وقال: إن رواياتهم لم يلتفت إليها، وآخرون بدأوا مما انتهى إليه السابقون، فكتبوا الرواية الشعرية بكل تفاصيلها، أمثال عواض شاهر، ويوسف المحيميد، ولكنهم اكتشفوا أن هذه اللغة لا تصلح للرواية، فتخلوا عنها، وقسم ثالث حاول أن يخلط اللغة بالفلسفة واللغة الشعرية والوجدانية. وفي المداخلات التي أثارتها المحاضرة، طالبت عبير أحمد الروائيين بأن يكتبوا بلغة سهلة وسلسة، فيما تساءل هاشم جدعان عن إحجام المزيني عن ذكر نماذج للروائيين الذين كتبوا بلغة هادئة، والآخرين الذين كتبوا بلغة في رواياتهم، في حين ذكر من كتبوا الرواية الشعرية، فردَّ عليه المزيني بأنني لا أحب ذكر النماذج، أما بخصوص شاهر والمحيميد فهم من اعترف بتركهم لهذه اللغة. وانتقد نائب رئيس النادي الأدبي المهندس محمد فرج العطوي عنوان المحاضرة، وقال: إنه كان بعيداً عن واقع ما طرح، وتساءل: هل لدينا نُقَّاد للرواية؟ وطالب بمراقبة ما يطبع من روايات من جهات ذات اختصاص. لكن المزيني اختلف معه، قائلاً: من يراقب الأعمال التي تطبع خارج المملكة؟ واستشهد المزيني بوجود دار تقوم بإعادة صياغة العمل الروائي من أجل التسويق، وقال: إن الروايات التي تنتجها هذه الدار لغتها واحدة، فيما اختلف الدكتور مطلق البلوي، عضو مجلس الإدارة في أدبي تبوك مع ما يطرح، وقال: يجب أن نتيح للجميع كتابة الرواية، والزمان هو الفيصل في بقاء الأجود، واستشهد بقول عبدالرحمن العكيمي “الحديث عن الرواية يثير الجدل، خصوصاً إذا كان المتحدث من أهل الاختصاص، وصاحب تجربة”. وأضاف المزيني بأن لغة السرد الخالية من التعقيد هي من تحصد الجوائز، و الفوز بالبوكر يدعونا للتفاؤل. وكان فرحان الرقيقيص اعتبر أن الرواية السعودية اشتهرت بعد أن أخذت تعزف على وتر الغرائز، والخروج عن المألوف. واختتمت المداخلات مع الدكتورة عائشة الحكمي، التي وصفت المزيني بغير المقتنع بالرواية السعودية وما وصلت إليه، في حين نجد أنك ألفت ستة روايات، متسائلة لماذا إذن تكتب الرواية وأنت غير مقتنع، مطالبة بضرورة إعطاء الفرصة للرواية لكي تنمو، فتجربتنا الروائية لم تتجاوز الثمانين عاماً بعد. الحضور في أدبي تبوك (الشرق) تبوك | خالد الرواضين