في حين دعا حزب المؤتمر الشعبي اليمني العام بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى التظاهر اليوم رفضاً لفرض أي عقوبات على قيادات الحزب، نفت واشنطن أن تكون ساومت صالح على الخروج من اليمن مقابل التنازل عن طلب العقوبات من مجلس الأمن. وفي بيانٍ بثه على موقعه الإلكتروني، اتهم الحزب بعض الأطراف بأنها «تعمل ودون أدنى مسؤولية أو إدراك للمخاطر على الدفع بالأمور نحو مزيدٍ من التأزيم والتدهور من خلال فرض التهديدات والتلويح بالعقوبات الدولية على شخص رئيس المؤتمر الشعبي العام وشخصيات يمنية أخرى». وحذر الحزب من أن «تلك العقوبات، أو التلويح بها، ستكون لها آثار سلبية على مسار التسوية السياسية والحكم عليها بالفشل الذريع»، مهدداً بأن «الاندفاع نحو فرض أي عقوبات ضد أي شخص أو طرف من الأطراف اليمنية سيوجد أزمة جديدة تفاقم من تلك الأوضاع المتدهورة أصلاً، وتدفع بها نحو مآلات خطيرة تهدد ليس أمن اليمن واستقراره ووحدته فحسب، بل أمن جيرانه والأمن في المنطقة عموماً». وفيما هاجم الحزب أطرافاً لم يسمِّها، دعا في بيانه «شعبنا اليمني وفي مقدمتهم جماهير المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وكل القوى الوطنية الخيِّرة وأنصارهم، في حال المضي في إقرار العقوبات المرتقبة، إلى مواجهة مثل هذا الإجراء التعسفي بكل الخيارات السلمية المكفولة لهم ديمقراطياً ودستورياً وقانونياً». وحث الحزب على الخروج اليوم الجمعة في مسيرات حاشدة للتعبير عن الإدانة و «رفض كل أشكال الوصاية والتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية». وبدأ مجلس الأمن الثلاثاء الماضي دراسة مشروع قرار قدمته الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على صالح واثنين من زعماء جماعة الحوثيين باعتبار أنهم «يهددون الأمن والاستقرار ويعرقلون العملية السياسية في اليمن». من جهتها، نفت الولاياتالمتحدة توجيه أي إنذار للرئيس اليمني السابق بسبب الدور الذي تشتبه أنه يقوم به لإغراق البلاد في الفوضى. وكان مصدر مسؤول من حزب صالح قد أعلن أمس الأول أن السفير الأمريكي، ماثيو تولر، وجَّه إنذاراً من خلال وسيط لصالح لمغادرة اليمن قبل عصر الجمعة. لكن الخارجية الأمريكية ردت بأن «ما قاله المؤتمر الشعبي العام عن تهديدات لصالح من الولاياتالمتحدة غير صحيح»، وأكدت أن السفير الأمريكي لم يعقد أي اجتماعات مع مسؤولي المؤتمر الشعبي العام أدلى فيها بمثل هذه التصريحات. وكان الطلب، الذي قدمته واشنطن إلى مجلس الأمن اقترح إصدار قرار بتجميد أرصدة صالح، وفرض حظر سفر عالمي عليه هو واثنين من زعماء الحوثيين. وقالت الولاياتالمتحدة في طلب فرض العقوبات إن صالح أصبح منذ تنازله عن الرئاسة عام 2012 في أعقاب احتجاجات واسعة أحد الداعمين الرئيسين لتمرد الحوثيين وإنه وراء محاولات لإغراق اليمن في الفوضى. ويتوقع دبلوماسيون غربيون أن يبدأ سريان العقوبات اليوم الجمعة. ميدانياً، سيطر مسلحون حوثيون أمس الأول على مدينة العدين التابعة لمحافظة إب جنوب اليمن. وأفاد إبراهيم البعداني، وهو صحفي في إب، بأن جموعاً من المسلحين الحوثيين دخلوا المدينة بعتادهم وأسلحتهم المختلفة دون أدنى مقاومة من قِبَل القبائل وعناصر القاعدة وقوات الأمن. وأوضح أن «أولئك المسلحين قدموا من الجهة الجنوبية للمدينة، بعد خروج العناصر التابعة لتنظيم القاعدة منها، التي كانت مسيطرة على المدينة بشكل كامل». وأضاف «خرجت عناصر القاعدة من المدينة قبل ساعات من دخول الحوثيين إليها»، مشيراً إلى سيطرة المسلحين الحوثيين على نقطة القاسمية الأمنية، التي كانت في قبضة عناصر القاعدة. وبحسب البعداني، قد يعود انسحاب القاعدة إلى الخوف من ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار، كونها استهدفت عديداً منهم منذ مساء الثلاثاء الماضي في مدينة البيضاء وأدت إلى مقتل بعض قاداتهم. في السياق نفسه، ذكر مصدر محلي أن مدينة العدين تشهد في الوقت الراهن هدوءاً حذراً وسط تخوفٍ كبيرٍ من قِبَل المواطنين هناك بسبب توقعات بأن تشن عناصر القاعدة هجوماً على المدينة في أي وقت. وأشار المصدر إلى أن «عدداً بسيطاً من سكان المنطقة عادوا إلى منازلهم، بينما لا يزال كثير منهم نازحين في أماكن أخرى بعيدة عن مناطق التوتر».