يسود مناطق وسط وجنوب شرق اليمن، توتراً غير مسبوق، مع تصاعد حدة المواجهات والصراعات المسلحة بين مسلحي جماعة «الحوثي» من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، فيما تشير المعطيات على الأرض إلى دخول أطراف أخرى، ساحات القتال، في سباق على ما يبدو للسيطرة على اسقاط ما يُعرف ب»المناطق الوسطى» من اليمن. وعلى على غرار اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله، أعلن تنظيم القاعدة، من جانبه عن تشكيل لجان خاصة به، أطلق عليها اسم «اللجان السنية». وأعلنت جماعة الحوثي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء سيطرة مسلحيها على المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة في محافظة «البيضاء، بعد معارك ضارية خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وقالت مصادر في الجماعة إن اللجان الشعبية التابعة لها تمكنت من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة «رداع» وعدد من المناطق الجبلية التي عادة ما يتحصن فيها مسلحو تنظيم القاعدة، في وقت تدور اشتباكات متقطعة في مناطق عدة بضواحي المدينة التي يقول الحوثيون انهم بدأوا مساء الثلاثاء عمليات تمشيط لأوكار «القاعدة فيها. وبحسب مصادر جماعة «الحوثيين» فقد سقط العشرات من عناصر تنظيم القاعدة بين قتيل وجريح وتم القبض على عدد كبير منهم في محيط منطقتي «قيفة والمناسح» وهي من مديريات «رداع» بمحافظة «البيضاء». في حين ذكرت نفس المصادر أن عشرات الجثث لمسلحي «القاعد» تتناثر في المدخل الشرقي لمدينة «رداع» والذي قتلوا في معارك استمرت لأكثر من سبع ساعات متواصلة يوم الثلاثاء. وأضافت المصادر أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بمحاولة أخرى لاقتحام مدينة «رداع» من الجهة الشمالية وخاضوا اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحوثيين لكنهم انسحبوا بعد ذلك. مشيرة إلى أن قيادي بارز في تنظيم القاعدة يدعى، نصر الحطام وعدد آخر من عناصر التنظيم قتلوا في معارك اندلعت مساء الثلاثاء، في شمال شرق مدينة رداع. ويسود التوتر كذلك معظم مديريات المحافظة، القريبة من محافظة البيضاء، حيث تقوم الأطراف المتصارعة بحشد مسلحيها استعداداً لخوض مواجهات مرتقبة في ظل التصعيد الحاصل في هذه المحافظة. وفيما تتهم مصادر إعلامية مقرّبة من حزب الإصلاح، قيادات في حزب المؤتمر الشعبي بمساندة الحوثيين، تقول مصادر الطرف الآخر «المؤتمر» إن حزب الإصلاح يسعى إلى تفجير الوضع وإشعال فتيل الحرب في محافظة «إب»، التي حذَّرت مصادر أمنية من خطورة انفجار الأوضاع فيها، في ظل الاستعدادات التي تقوم بها أطراف الصراع في المحافظة. وتقول مصادر محلية، إن حزب الإصلاح نشر مسلحيه في عدد من المناطق وسط مدينة إب ومقراته استعداداً لاية مواجهات مسلحة قد تندلع مع (الحوثيين). يأتي ذلك في وقت تؤكد المصادر أن «الحوثيين» يسيطرون بشكل كامل على مداخل مدنية اب .. وفي المقابل انتشرت عناصر تنظيم القاعدة ة في منطقتي «مشورة وقحزة» القريبتين من مدنية إب وكذا عزلة «وراف» التابعة لمديرية جبلة. وتفيد مصادر مقرّبة من جماعة الحوثيين، بأن القيادي في تنظيم القاعدة، أنيس مقبل السلمي، لقي مصرعه يوم الثلاثاء في نقطة «مشوره» . ووجهت جماعة «الحوثيين» من جانبها اتهامات لحزب الإصلاح، بالعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة «إب»، من خلال دعمه لتنظيم القاعدة والدفع بعناصر إلى المشاركة في القاتل إلى جانب العناصر الإرهابية. وتقول مصادر أمنية إن قوى نافذة بتغذية الصراع في المحافظة وتسعى لتفجير الوضع في مدينة «إب». في حين ذكرت مصادر محلية أن مسلحي حزب الإصلاح والقاعدة عمدوا إلى تشكيل لجان شعبية في مناطق مديرية «العدين» التي أعلن قبل أيام عن سيطرة تنظيم القاعدة عليها. وأوضحت المصادر أن تنظيم القاعدة قام بإزالة أعلامه من المباني والمقرات الحكومية بمديرية «العدين» التابعة لمحافظة إب ، باستثناء مبنى المجمع الحكومي. مشيرة إلى أن عناصر من التنظيم قامت الثلاثاء، بتوزيع منشورات، وكذا عبر مكبرات الصوت تؤكّد أنهم ليسوا تابعين للتنظيم، وإنما لجان شعبية «سنيّة» يقفون إلى جانب المواطن. وعمد تنظيم القاعدة إلى اقامة نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مناطق مديرية «العدين» لمنع وصول مسلحين حوثيين إليها.