حين شاهد الرصاص يُمطر؛ أدار وجهه إلى الخارجين من مسجد المصطفى داعياً إياهم إلى الاحتماء به في الداخل.. كان يدفع الناس دفعاً لتحاشي الرصاص الذي انهمر فجأة دون سابق إنذار. وحين وجد ابنه «باسم» بين الناس، وقف حاجزاً بينه وبين المجموعة الإرهابية، وحماه بجسده، وهو يواصل صراخه مطالباً الجميع بدخول المسجد.. بقي حامياً لابنه الصغير ذي ال 5 سنوات.. وعندها اخترقت رصاصة ظهره وصلت إلى بطنه ليسقط شهيداً على الفور. هذا ما حدث لمحمد عبدالله المشرف أكبر ضحايا الواقعة الإرهابية، مساء عاشوراء، في قرية الدالوة، بمحافظة الأحساء قُتل وهو يحاول حماية طفله الذي انتابه الخوف والهلع من الموقف. محمد المشرف كان يعمل بوظيفة عريف في الحرس الوطني بالأحساء منذ 13 عاماً، وهو متزوج وله من الأبناء 4 أطفال هم باسم 5 أعوام وزين العابدين عام واحد ونينوى 10 أعوام وزينب 4 سنوات. كان المشرف وابنه باسم ضمن الخارجين من مسجد المصطفى، وكان يهمّ بالعودة إلى منزله لكن رصاصات الغدر لم تمهله إذ حمى ابنه من الرصاص ليسقط هو ضحية عمل خسيس.