تواصلت حرب الشوارع في عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بين تنظيم «داعش» الذي يحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على المدينة ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يقاومون بضراوة، مدعومين من طائرات الائتلاف الدولي التي تواصل غاراتها على مواقع التنظيم الإسلامي المتطرف. ونفذت طائرات الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة ليل السبت ثلاث غارات في عين العرب (كوباني) ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصرا من تنظيم «داعش»، وتمكن التنظيم من التقدم قليلا في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق. وأكد مسؤول كردي محلي في عين العرب إدريس نعسان أن «التنظيم استقدم مزيداً من التعزيزات إلى المدينة»، مشيراً إلى «أنهم يهاجمون بضراوة، ولكن بسبب الضربات الجوية ورد المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا». وتجري معركة عين العرب تحت نظر العالم بأسره، وتلقى اهتماما من كل وسائل الإعلام في المنطقة والعالم. من جهته رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الدعوات الموجَّهة إلى بلاده كي تسلح الحزب الكردي الرئيس في سوريا ووصفه بأنه «منظمة إرهابية». وصرح أردوغان أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا منذ 30 عاما ضد أنقرة. ويخوض الجناح المسلح للحزب الكردي السوري، وحدات الدفاع عن الشعب، منذ الأسابيع الماضية معارك شرسة مع تنظيم «داعش» في مدينة عين العرب السورية (كوباني) على الحدود مع تركيا. وصرح أردوغان على متن طائرة عائدا من أفغانستان «ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي لتشكيل جبهة هنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. بالنسبة إلينا هذا الحزب هو نفسه حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة إرهابية». وأضاف «سيكون من الخطأ جدا التوقع بأن نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في الحلف الأطلسي، الولاياتالمتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم. توقع أمر مماثل منا مستحيل»، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وطالما ربطت أنقرة حزب العمال الكردستاني بحزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي نفاه الحزب السوري تكرارا. كما تتهمه أنقرة بعدم التحرك للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي بات عدو تركيا اللدود منذ بدء الأزمة السورية في مارس 2011. وصرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة «أنهم متواطئون في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري». وتابع «كنا لنتخذ موقفا مختلفا حيال حزب الاتحاد الديمقراطي وكوباني لو وفى الحزب بوعده العمل على الإطاحة بالأسد».