دارت حرب شوارع أمس بين المقاتلين الأكراد وعناصر تنظيم «داعش» في أحياء عدة من مدينة عين العرب (كوباني) السورية، المهددة بالسقوط في أيدي مقاتلي هذا التنظيم، الذين رأت تركيا أن من الضروري أن يستهدفهم التحالف الدولي بعملية برية. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن هذه المدينة الاستراتيجية الكردية الواقعة على الحدود التركية «على وشك السقوط». وصرح أردوغان في كلمة نقلها التليفزيون أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب أن «إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب. الرعب لن يتوقف بغارات جوية، ولن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يقاتلون على الأرض». وبعد 3 أسابيع على بدء الهجوم على عين العرب، تمكن مقاتلو تنظيم «داعش» من الدخول إلى بعض أحياء هذه المدينة الاستراتيجية الكردية الواقعة على الحدود مع تركيا. وأعلن الجيش الأمريكي أن الولاياتالمتحدة مع السعودية والإمارات شنت الإثنين وأمس 5 ضربات جوية قرب مدينة عين العرب السورية (كوباني). وأوضحت القيادة الأمريكية الوسطى المكلفة بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها شنوا 9 ضربات جوية في سوريا بينها 5 غارات قرب هذه المدينة الكردية الواقعة قرب الحدود مع تركيا. وأدت ضربة جنوب عين العرب (كوباني) إلى تدمير 3 آليات مسلحة وإلحاق أضرار بأخرى. ودمرت ضربة ثانية جنوب شرق كوباني آلية مدرعة تنقل مضادات طيران. ودمرت ضربتان أخريان جنوب غرب المدينة الكردية دبابة فيما أدت ضربة أخرى جنوب كوباني إلى القضاء على وحدة تابعة لتنظيم «داعش». من جهة أخرى، شن التحالف غارتين غرب الحسكة (شمال-شرق) أصابتا عدة مبان تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وأخرى في شمال شرق دير الزور (شرق) أصابت قاعدة تجمع ومنشأة إنتاج متفجرات. وأصابت ضربة أخرى جنوب غرب الربيعة مجموعة صغيرة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد ناشط يدعى مصطفى عبدي أن طائرات التحالف ضربت ليلا مواقع تنظيم «داعش». لكنه أكد أن هذا القصف لم يؤثر على تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض. لكنه قال إن «المقاتلين الأكراد لا يزالون يقاتلون بعزم. ومع إنهم ليسوا مجهزين سوى بأسلحة خفيفة فهم يعرفون جغرافيا المنطقة جيدا. وسيدافعون عن المدينة حتى آخر عنصر منهم». وإذا ما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة التامة على عين العرب، ثالث مدينة كردية في سوريا، سيؤمنون سيطرة على شريط طويل متصل من الأراضي على طول الحدود التركية-السورية. وتتولى وحدات حماية الشعب الكردي، أبرز ميليشيا كردية سورية، الدفاع عن المدينة. وعبر المسؤول الكردي إدريس نحسان أيضا عن أسفه لأن الغارات «ليست كافية لهزيمة الإرهابيين على الأرض» مطالبا «بأسلحة وذخائر».