استبعدت الروائية أميرة المضحي، أن يكون الكاتب مهتماً بالجانب المادي من وراء كتابته، مشيرة إلى أن الكتابة لا تكسب الكاتب أموالاً، بسبب الإقبال الضعيف على الإصدارات. وقالت في ردها على سؤال من أحد الحضور في أمسية أقيمت مساء أمس الأول ضمن الفعاليات الثقافية في مهرجان «الدوخلة 10» المقام حالياً في بلدة سنابس بمحافظة القطيف: ليست هناك أسباب تجارية للكتابة، ولكن قد تكون هناك رغبة للشهرة والجماهيرية والتسويق. وكانت المضحي قد استهلت الأمسية، التي أدارتها الصحفية شادن الحايك، بالحديث عن فن الرواية، ومراحل تطور الرواية السعودية، قبل أن تنتقل للحديث عن روايتها الثالثة، وروايتها الرابعة التي تكتبها حالياً. وفي حديثها عن رواياتها، قالت إنها كتبت روايتها الأولى «وغابت شمس الحب» دون اطلاع على الكتب العالمية، موضحة أن الاطلاع أمر مهم قبل الكتابة. وأضافت قائلة: أعمل الآن على روايتي الرابعة، والكتابة بالنسبة لي أمر مستمر، فأنا أكتب حتى في سفري، وأتفاعل مع شخصيات روايتي، والكتابة الروائية بحاجة إلى هدوء وصبر. وذكرت أنها قطعت نصف الطريق في كتابة روايتها الجديدة، مبينة أن شخصيتها المحورية من جزيرة تاروت، وتحمل جذورها وأعماقها. وتابعت: تاروت ستكون في روايتي المقبلة، وهي لم تكن موجودة في رواياتي السابقة، وهناك عدة أصوات في الرواية، كما أن فيها ذاكرة أميرة المضحي الطفلة، «حكايات من جدتي، شخصيات الإنسان التاروتي، الشعر والثقافة والاطلاع والسفر». وعن شخصيات رواياتها، قالت شخصيات رواياتي بعيدة عني، لكنها شددت على أن الكتابة الروائية معقدة، فالراوي يجب أن يشعر بشخصيات روايته، ويعمل بحث روائي، وبحث نفسي، وبحث ميداني، حتى تكتب رواية، والصراع النفسي دائم الحضور حين الكتابة. وأشارت المضحي إلى أن الرواية التي تظل في الوجدان، هي التي تحرض على التفكير. وأفادت بأنه ليس من المهم أن تنقل الرواية الواقع كما هو. وحول ما إذا كانت لديها طقوس أثناء الكتابة، قالت: لا توجد طقوس معينة، بل أحتاج إلى الهدوء والعزلة، موضحة أن الكاتب لا يمكنه الكتابة وهو مشغول الذهن. وعن لمَنْ تقرأ، بيَّنت أنها تقرأ لكثيرين، منهم على سبيل المثال: بهاء طاهر، علاء الأسواني، زينب حنفي، تركي الحمد، وغازي القصيبي. وتطرقت المضحي إلى اختيارها عناوين رواياتها، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في اختيار العنوان، وأنها تكتب من عشرة إلى 15 عنواناً وفي الأخير تختار واحداً منها، بعد استشارتها أصدقاء ومثقفين، إضافة إلى دار النشر التي عادة ما تساعد في اختيار العنوان. وعن وظيفتها كممرضة، وهل كان اختياراً منها، ذكرت أنه لم يكن خيارها الأفضل، غير أنها أكدت أن خيارات الدراسة لديها كانت محدودة، ولو كان بيدها الأمر لاختارت تخصصاً آخر، ولكنها عادت وشددت على أن مهنة التمريض خدمتها على المستوى الإنساني. وقالت إن الرواية فن حر، يجمع أنواع الفنون، ويضيف للإنسان خبرات وتجارب، مضيفة أنها تحب الروايات التي تحرض على التفكير، وتكره التصنيف في الرواية حسب الجنس (نسائية ورجالية)، معتبرة ذلك تقليلاً من الشأن، وأنها تفضل أن يكون التصنيف إنسانياً.