أكدت مصادر ل «الشرق» أن نظام بشار الأسد ليس بمنأى عن ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ملمحةً إلى احتمالية وصول تلك الضربات لعقر دار الأسد ونظامه، بالرغم من إعلان النظام استعداده للتعاون مع التحالف من أجل مواجهة «داعش» والتنظيمات الإرهابية في مناطق الصراع، الذي وصفته المصادر ب «المخادعة» القصد منها إبعاد شبهة علاقة نظام الأسد بتلك التنظيمات، خاصةً بعد اتهامات دولية طالت نظام الأسد بأنه هو الرافد الأول لظهور هذا التنظيم الإرهابي. وقالت المصادر إن قرار السعودية والإمارات المشاركة في الضربات الجوية سيعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، خاصةً مع انشغال دول عربية أخرى بحروب أهلية أو باضطرابات سياسية داخلية، ملمحة بأن المعادلة السياسية في المنطقة ستتغير بظهور المملكة والإمارات كقوتين عسكريتين ضد الحرب على الإرهاب. ووفقاً لمراصد حقوقية، فقد أدت ضربات التحالف التي استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» إلى مقتل 211 إرهابياً منذ بدء الحملات، في حين نفذت قوات التحالف الدولي 4100 طلعة جوية منذ بدء الضربات التي تشنها قوات التحالف على مقاتلي تنظيم «داعش» في العراقوسوريا، ويشمل هذا العدد الذي أدلى به مسؤول عسكري أمريكي لم يشأ كشف هويته، طلعات المراقبة والإمداد بالوقود والغارات، وتضاف إليه أربعون طلعة جوية قامت بها مقاتلات تابعة للدول العربية الخمس التي انضمت إلى التحالف بقيادة واشنطن منذ 23 سبتمبر، بينما أفاد البنتاغون أن الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر شنت 23 غارة جوية في سوريا، فيما شن الأمريكيون 66 غارة. وفي ذات السياق، سيطرت القوات الكردية العراقية على معبر حدودي استراتيجي وعدة قرى من مقاتلي تنظيم «داعش» في شمال العراق أمس محققة مكاسب مع تعرض المتشددين لقصف عنيف من الضربات الجوية الدولية، فيما تقدم الجيش العراقي من الجنوب. وقال مصدر سياسي كردي إن مقاتلي البشمركة سيطروا على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا في معركة بدأت قبل الفجر. وقال المصدر «هذه أهم نقطة استراتيجية للعبور، بمجرد السيطرة عليها سيتم قطع مسار الإمدادات وجعل عملية الوصول إلى (جبل سنجار) أكثر سهولة». ويقع جبل سنجار جنوباً ويحاصر مقاتلو «داعش» الأقلية اليزيدية هناك. وقال هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني في حسابه على تويتر، إن 12 جثة لمقاتلي «داعش» كانت على الحدود عند المعبر بعد المعركة. من جهتها، أعلنت الحكومة التركية أمس أن مقاتلي تنظيم «داعش» اقتربوا من جيب صغير داخل الأراضي السورية يقع تحت سيطرة تركيا ويضم ضريحاً تاريخياً، إلا أنها نفت أن يكون الجنود المكلفون بحمايته وقعوا في الأسر. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت أرينتش في ختام اجتماع للحكومة التركية «إن مقاتلي تنظيم داعش باتوا حالياً قريبين جداً من الضريح إلا أن جنودنا لا يزالون في مواقعهم بتجهيزاتهم الكاملة». وكانت صحيفة يني سافاك المقربة من الحكومة أعلنت أن نحو ألف مقاتل من «داعش» حاصروا ضريح سليمان شاه الواقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وأن الجنود ال 36 المكلفين بحراسته مهددون بالوقوع في الأسر. ويحتوي الضريح على رفات جد عثمان الأول مؤسس السلطنة العثمانية، ويقع هذا الجيب تحت سيطرة تركيا تطبيقاً لاتفاق موقَّع عام 1921. وكان تنظيم الدولة الإسلامية هدد في مارس الماضي بمهاجمة الضريح، إلا أن تركيا هددت بالرد بقوة في حال حصول ذلك.