إن كلمة التوحيد هي الأصل الأصيل والحصن الحصين من الشيطان الرجيم، ومن كل شر وسوء بإذنه جل وعلا.. ولا يتم الإخلاص لله تعالى في العبادة إلا بتوحيده وإفراده بالألوهية والربوبية ونفي الشرك، وقد سميت سورة قلْ هُو اللهُ أَحَدُ بسورة الإخلاص. قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء» (24 إبراهيم). أي كلمة التوحيد كشجرة طيبة الثمار كثيرة المنافع تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها قال تعالى «قُلْ يَا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إلى كَلَمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعبدإِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» 64 آل عمران كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوي على طرفي الإفراط والتفريط، والحج إلى بيت الله تعالى من أركان الإسلام الخمسة العظيمة. إذ يجب أن يتأكد توحيد الله عز وجل عند أداء المناسك والشعائر فيه. وأن كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» هي أصل التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، ومعناها لا معبود بحق إلا الله وحده دون سواه.. قال تعالى «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ» 162 البقرة قال تعالى «إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا» 98 طه. لهذه الكلمة المشرفة «لا إله إلا الله» كلمة السعادة والنجاة والفوز العظيم والتوحيد الخالص.. قال تعالى «فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ» 2،3 الزمر «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء» 48 النساء، لا نجاة من عذاب الله إلا بها، قال رسول الله «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئاً دخل النار» وهي دعوة الحق.. قال تعالى «لَهُ دَعْوَة الْحَقِّ» 14 الرعد، وهي كلمة التوحيد وقال ابن عباس رضي الله عنه هي «لا إله إلا الله» ومعنى كونها له تعالى أنه شرعها وأمر بها وجعل افتتاح الإسلام بها بحيث لايقبل دونها.. فكلمة التوحيد هذه هي الأصل والأساس في توحيد الكلمة سواء بين المسلمين جميعاً. قال تعالى «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» 64 آل عمران، كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوي على طرفي الإفراط والتفريط. وهي السبب في توحيدهم على كل شيء.. قبل أي شيء آخر.. قال تعالى «فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَة الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا» 256 البقرة.. وهي كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» قال تعالى «أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ» 3 الزمر،أي لله العبادة الخالصة له والخضوع والانقياد له لا لغيره الصراط المستقيم قال تعالى «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ» 6 الفاتحة، وقال تعالى «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون» 153 الأنعام. وهو قول لا إله إلا الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا عند النشور. قال تعالى «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ» 27 إبراهيم.