لما قيل لفرعون ، قل لا إله إلا الله ، تلعثم الحمار وتعثر ، فدس أنفه في الطين وتدثر. وقيل لأبي لهب قل لا إله إلا الله ، قال الخسيس، أبى علي الجليس، والأخ الرئيس، إبليس. تقيأ شاعر البعث المخذول، ليقول: آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني قلنا يا شاعر البعث، وعزة ربي ليخزينك يوم البعث. يا شاعر الخمر والحشيشة، قد أرغم أنفك أبو ريشة، فقال: أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنمِ من يأخذ تعاليمه من باريس ، حشر مع شيخه إبليس . يا مسكين ، تتعلم حروف الهجاء من بكين ، وتهجر رسالة نزل بها الروح الأمين، على سيد المرسلين، من رب العالمين. يرضع الوليد حليب التوحيد ، حتى يأتيه الحليب الصناعي من مدريد ، ليرتد المريد. صوت التوحيد يرتفع على كل صوت، وقوته خير من كل قوت، لخصه أبو بكر فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت لولا أن كلمة أحد ، في قلب بلال مثل جبل أحد ، ما صمد . التوحيد له كتاب، وله قلم جذّاب، ومداد جميل، وكاتب جليل ، فكتابه الكون وما فيه ، وقلمه قلبك النبيه، ومداده دمعك المترقرق، والكاتب إيمانك المتدفق. التوحيد له رسالة أبدية، ودعوة سرمدية، ولأصحابه إلى مستقرهم ممر، وبعد مرورهم مستقر. فرسالة التوحيد إفراد الباري بالألوهيه ، والربوبية ، ودعوته اتباع سيد البشرية ، ورسول الإنسانية . وممر أصحابه الصراط المستقيم ، ومستقرهم جنات النعيم . للتوحيد منبر ، ومخبر ومظهر ، ومسك وعنبر .فمنبره القلب ، إذا أخلص للرب ، ومخبره النيات الصالحات ، ومظهره عمل بالأركان ، وخدمة للديان ، ومسكه الدعاء والأذكار ، وعنبره التوبة والاستغفار . للتوحيد عين وبستان ، وحرس وسلطان ، وسيف وميدان. فعينه النصوص الواضحة ، وبستانه الأعمال الصالحة ، وحرسه الخوف والرجاء ، وسلطانه واعظ الله في القلب صباح مساء ، وسيفه الجهاد ، وميدانه حركات العباد . وللتوحيد قضاة وشهود ، وأعلام وجنود ، وحدود وقيود. فقضاته الرسل الكرام ، وشهوده العلماء الأعلام ، وأعلامه شعائر الدين ، وجنوده فيلق من الموحدين ، وحدوده ما جاء به الخبر ، وصح به الأثر ، وقيوده ما ورد من شروط ، للتوحيد المضبوط . من دعائم التوحيد ، عدم صرف شيء من العبادة لغير المعبود ، وتحريم تقديم شيء من لوازم الألوهية لغير الله مما في الوجود ، وركيزته إخلاص ليس فيه رياء ، وعلامته إخبات ليس معه ادعاء. فلا تُعبد النجوم ولكن يُعبد مُركبها ، ولا تعبد الكواكب بل يعبد مكوكبها ، ولا يُؤلّه حجر ، ولا بشر ، ولا شجر ، ولا مدر ، بل يؤلّه من فجر من الحجر الماء ، وأوجد الأحياء ، وخلق الشجر كأنها أصابع الأولياء ، فسبحان رب الأرض والسماء . الوحي هز أبا جهل هزّا ، لأنه يتهزّى ، وسجد للاّت والعزّا . قاتل الله هبل ، ومن طاف حوله ورمل ، أو نذر له أيّ عمل ، يا من خاف على نفسه من الحريق ، والدمار والتمزيق ، احذر من الشرك ) وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ( إذا أخلصت التوحيد جاءك النصر ، وادخر لك الأجر ، ومحا عنك الوزر . سمع أحد العباد قارئاً يتلوا ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ( ، فقال أواه ، وارتفع بكاه ، وكان أحد الملوك الصالحين ، يسمع أحد القراء يقرأ بتلحين ) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( فجلس يبكي ويقول وأنا أشهد مع الشاهدين. وللحديثة بقية.