قصد سلفادور دالي في العام 1968 لإجراء مقابلة معه، فأصبح سكرتيره الخاص، ورافقه على مدى 12 عاماً. إنريكيه ساباتير يعرض في باريس حوالى مئة رسم ولوحة إكواريل، وصوراً قدمها إليه الفنان السوريالي الكاتلوني مع إهداء. ويقول إنريكيه ساباتير “كل هذه هدايا. لدي أكثر من 300 منها”. ويقيم إنريكيه ساباتير في أندورا، ويؤكد أنه يكن “احتراماً تاماً وإعجاباً كاملاً بالسيد دالي”. ومع هذا المعرض الذي يقدم في “أسباس دالي” في مونمارتر حتى العاشر من مايو، يقول ساباتير “أريد أن أظهر أن السيد دالي كان كريماً جداً”. دالي الذي منحه الشاعر السوريلي أندريه بوتون لقب “أفيدا دولار”، “لم يكن بخيلاً بتاتاً كما قيل. زوجته غالا كانت تهتم بالجانب المالي”. لكن الرسام كان قد قال له في ختام أول لقاء بينهما في منزل الزوجين في بورت ييغات قرب كادويكيس في صيف العام 1968، “15 ألف دولار هذا ما أطلب لإجراء مقابلة”. وقال ساباتير (75 عاماً) “شعرت بالانزعاج، وقلت له إني لا أملك المبلغ. وعلى الرغم من ذلك اقترح علي العودة في اليوم التالي. لقد حصل الرابط بيننا بعدما تحدثنا عن الكاتولوني جوزيب بلا. وعدت لإجراء المقابلة، واقترح علي العودة في اليوم التالي. واستمر الأمر 12 عاماً”. إنريكريه ساباتير كاتالوني أيضاً، وهو كان قد مارس مهنا عدة (طيار وعلاقات عامة وصحافي). وقد التقط صورا لدالي في مشغله من دون الاستعانة بفلاش. كذلك التقط صوراً لموديلات رسام. وصور أيضاً زواراً رغبوا بأن تلتقط صور لهم مع الرسام الكبير. ويؤكد ساباتير أن الرسام “كان يطلب منهم المال مقابل هذه الصور، ويجعلني أجمع المال من خلال ذلك”. ويضيف “على مدى أربع سنوات قام دالي بتدريبي. كان يدعوني إلى مشغله مثل أي تلميذ ليفسر لي أعماله. وفي العام 1972 طلب مني أن اهتم بالشق التجاري بما في ذلك اللوحات الزيتية” مع غالا. ويروي قائلاً “كنت أتناول الغداء والعشاء على مائدة السيد دالي وغالا في كل يوم من أيام السنة. كان من الذواقة إلا أنه لم يكن يفرط في الأكل. ولم يكن يشرب إلا الماء”. في إسبانيا كان الفنان يبدأ نهاره “بوضع الرسوم التمهيدية، وهو لايزال في سريره. وكان يسأل غالا دائماً رأيها. ومن ثم كان ينتقل إلى مشغله. كان شخصاً يجهد كثيراً في عمله، ويقرأ كثيراً ويعشق العلوم”. ويضيف “بعد الغداء كان يخلد إلى قيلولة، ومن ثم يعود إلى مشغله. قرابة الساعة السادسة من بعد الظهر كانت تبدأ الزيارات. عدد كبير من الفنانين الشباب كانوا يأتون ليطلعوه على أعمالهم. ويتابع قائلاً “في مجالسه الخاصة لم يكن غريب الأطوار. في الحياة العامة كان يتحول إلى رجل آخر. عندما يأتي صحافي كان يتنكر ويرتدي سترة. كان يتكلم بطريقة مختلفة، وكان يقوم بمسرحيته الودية بحذاقة دائماً”. ويوضح “كنت مكلفاً بشراء الشمع الخاص بشاربيه، من أجل اللون ورفع جانبيهما. وكان هذا الأمر إلزامياً عندما يخرج للتنزه. وكان يقول إن الهوائيين العجيبين هما اللذين يوفران له المعرفة. لم أكن أصدقه”. في مطلع الثمانينيات انتشر كثير من أعمال دالي المزورة. ويقول ساباتير “في نهاية حياته منحت غالا الحقوق المتعلق ببعض الأعمال من دون إذن من زوجها، أو من دون إعلامي بالأمر”. ويضيف بنيامين ليفي الذي أسس “أسباس دالي” في العام 1991 “عدد كبير من الأشخاص غير النزهاء قاموا بنسخ كثيرة، ووضعوا تواقيع مزورة عليها”. ويختم ساباتير قائلاً “السيد دالي الذي أصبح واهناً، لم يعد يملك في ذلك الحين الطاقة والقوة لمقاومة زوجته التي توفيت بعيد ذلك، في العام 1982. فبعثت برسائل إلى أشخاص مختلفين لأخبرهم بما يحصل وحزمت حقائبي في يناير 1981′′. أ ف ب | باريس