قال ممثل البرلمان الأوروبي لدى الشرق الأوسط والمستشار الأسبق لرئيس الوزراء البلجيكي، كورت ديبوف: إن رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة جداً وبمنزلة دعوة لاستيقاظ الغرب، وإنه لا وقت نضّيعه. وأكد ل «الشرق» أن حكومات أوروبا وأمريكا تدرك أن «داعش» من أشد المخاطر التي تهدد أمنهم، ولا يعرفون كيفية التعامل معه. وأوضح ديبوف: سيكون هناك اتفاق أمريكي أوروبي لمحاربة «داعش» ويتوقعون مزيداً من المبادرة من الشركاء العرب، وقال «المشكلة في أنه لو أن الغرب قاد الحرب ضد «داعش» سيقال إنها حرب صليبية جديدة عليهم، ومن المحتمل زيادة التعاطف معهم وكأنهم المقاتلون الحقيقيون ضد الغرب، أعتقد أن الغرب يرغب في إقامة تحالف ضد «داعش». واعتبر أن أخذ زمام المبادرة من دول عربية وإسلامية في تشكيل تحالف ضد «داعش» من شأنه أن يسهل مهمة الرئيس أوباما أكثر في محاولته إقناع الكونجرس ومجلس الشيوخ للتدخل أو القيادة من الخلف. وحول زيارة الأمير سلمان إلى فرنسا قال ديبوف: إن زيارة ولي العهد جاءت في الوقت المناسب، وستجعل الأمور تتحرك قدما بشكل أسرع، وبالطبع من ضروري الإسراع لأن «داعش» خطر على العرب والعالم ككل. وحول مصادر تمويل «داعش» قال ديبوف: «بقدر ما أعرف فأن داعش تعتمد على الاكتفاء الذاتي؛ فهم يحصلون على المال من سرقة البنوك وبيع النفط السوري لنظام الأسد وإيران، كما يبيعون الآثار ويفرضون الضرائب في مناطق وجودهم». وأشار ديبوف إلى أن معظم الأسلحة التي يملكها داعش حصل عليها من الجيش السوري والعراقي. وأن أقل من 5% من أموالهم تأتي من الخارج.. لا أعرف من أين؟ وأكد أن الحرب على داعش يجب أن لا تقتصر إطلاقا على العراق؛ حيث يوجد مقرات للتنظيم في محافظة الرقة السورية ومعظم الأسلحة التي يحصلون عليها من العراق تذهب إلى سوريا. وقال: «إن أردنا هزيمة داعش فلابد من دخول سوريا أيضا». وأضاف ديبوف «من الواضح أن الرئيس الأسد على الأقل متواطئ في صعود «داعش»، بينما يواجه الجيش السوري الحر، وحركة أحرار الشام، وجماعات متمردة أخرى منذ تسعة أشهر تنظيم «داعش». واعتبر ديبوف أن نظام الأسد جعل من عناصر التنظيم أغنياء عن طريق شراء النفط منهم في دير الزور ولا يهاجمهم أبداً، وقال ديبوف: «حتى الآن لا يتصادمون والأسد لن يكون شريكاً من وجهة نظري ولن يكون هناك حل في سوريا مع الأسد». وأضاف ما نحتاجه في سوريا، مثلما هو الحال في العراق هو تشكيل حكومة وحدة وطنية دون بشار الأسد من أجل محاربة «داعش» واستعادة السلام. وتابع ديبوف «أعتقد أنه الحل الوحيد، وطالما اعتبر نظام الأسد نفسه فائزاً فلن يكون هناك مفاوضات». وختم بالقول: «لهذا السبب أكررها مرة أخرى.. يجب علينا تنظيم وتسليح الجيش السوري الحر والمعتدلين الحقيقيين في هذه الحرب السورية إذا بدأوا في استعادة حلب وحمص والمدن الأخرى؛ فالموالون للنظام قد يعيدون النظر في التفاوض».