يقتل بشار الأسد شعبه ويمارس الإبادة الجماعيَّة في حمص، فيما الأممالمتحدة تتمسك بحقها في التعبير عن أسباب قيامها: “السعي لتوفير حقوق الإنسان كان أحد أهم الأسباب التي قامت من أجلها الأممالمتحدة”. يقول موقع الأممالمتحدة أنَّ الأعمال الوحشيَّة والإبادة الجماعيَّة في الحرب العالميَّة الثانية أدَّت إلى إجماع عام على أن تعمل الأممالمتحدة ما بوسعها لمنع مثل هكذا مآسي في المستقبل، وهذا الهدف المبكر أصبح إطاراً قانونيًا لاحتواء وحل الشكاوى المتعلِّقة بانتهاكات حقوق الإنسان. لكن حقوق الإنسان في سوريا منتهكة تماماً والإنسان بات أرخص من قيمة الرصاصة، وفي كل يوم يقتل العشرات والمئات من المدنيين، وتأتي المصالح السياسيَّة والاقتصاديَّة لتضع أجندتها على عمل الأممالمتحدة، ولتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم. وحق النقض “الفيتو” – بحسب تعريفه على موقع الأممالمتحدة- يمنح الدول الخمس الأعضاء حق الاعتراض على التصويت على أي قرار، لكنه يتناقض مع القواعد الأساسيَّة التي تشترطها النظم الديمقراطيَّة، فالدول الخمس لم تنتخب لعضوية المجلس بصورة ديمقراطية، والقرارات لا يصوت عليها بنظام الأغلبيَّة. هذا يعني أنَّ مجلس الأمن، خلق أصلاً لحماية مصالح الدول الخمس دائمة العضوية، (أمريكا وانجلترا وفرنسا وروسيا والصين)، ومن الطبيعي أن تكون قرارات المجلس بعيدة عن الموضوعيَّة والنَّزاهة وحقوق الإنسان، وهو الأمر المسلَّم به سلفاً. النظام السوري ينفذ كل أنواع الجرائم في حق الإنسانية ولا يفرق بين الرجل والمرأة والطفل، ويستخدم الصواريخ والمدافع لقصف المدن، وقتل حتى اليوم أكثر من 5 آلاف مواطن، والجرحى والمعتقلين بمئات الألوف. إذن مجلس الأمن يحرس العسكر والفيتو يعطي حق الانطلاق – لا الاعتراض – لقتل المزيد من البشر!!.