مر أحد عشر عاماً على آخر بطولة حققها المنتخب السعودي لكرة القدم، التي كانت كأس الخليج في الكويت، ومرت ثمانية أعوام على آخر مشاركة للمنتخب في كأس العالم بعد مشاركته في كأس العالم عام 2006م بألمانيا. أصبح المنتخب السعودي يصارع الأمل، وأصبحت الجماهير تعيش حالةً من الألم على (ماضٍ تليدٍ بأيدينا أضعناه) (ويح منتخبنا كانت آسيا مسرحه وأصبحت تتوارى في زواياه)، المنتخبات من حولنا تتقدم خطوات إلى الأمام، ونحن نتراجع خطوات إلى الخلف، ونحن نبكي اللبن المسكوب. خيارات اللاعبين سيئة ولا تعلم ماهو مقياس اختيار اللاعب في المنتخب، وأصبحت تلك الخيارات محل السخرية بين الجميع. عبدالله العنزي أفضل حارس سعودي حالياً بعيد عن تشكيلة المنتخب، ومحمد عيد اللاعب الاحتياط في ناديه يتم ضمه لتشكيلة المنتخب (هراء)، وهذا مثال على عشوائية الاختيار. ولأنّ المجتمع يتداول مسمى معاقين على ذوي الاحتياجات الخاصة وهو المسمى العالمي، فإن هذا المنتخب المعاق وهو المنتخب الذي يحتاج فعلاً إلى احتياجات خاصة، وليس ذلك المنتخب الذي حقق مساء السبت الماضي كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي وأبهر الجميع بمستوياته الفنية العالية حتى أنّ كثيراً من الجماهير أصبحت تقول هذا هو منتخبنا الوطني الحقيقي وهؤلاء هم نجومنا الحقيقيون هم خير مَنْ يمثلون رياضتنا، وهم مَنْ يستحقون الدعم والتشجيع والمتابعة، وليس ذلك المنتخب الذي يغط في سبات عميق. منتخب ذوي الاحتياجات هو مَنْ يحتاج للدعم الكبير على كل الأصعدة وتطوير رياضة المعاقين بشكل أكبر لعلها تكون أشد تنافساً، ربما نتنفس حينها رياضة نقية ونشاهد متعة حقيقية. مليارات الريالات صُرفت على كرة القدم السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة، وربما تجاوزت ذلك الرقم بكثير دون نتائج على أرض الواقع. والسبب يعود أنّ المنتخب أصبح آخر الاهتمامات بسبب الأيادي الخفية، التي تعبث به حتى جعلت بعض الجماهير تزهد في متابعة مباريات المنتخب، ولا تعلم عن نتائجه شيئاً، في تذمر واضح وصريح لما يحدث للمنتخب. حقيقة منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة حقق تلك الإنجازات؛ لأنه منتخب لا يعتمد على (فيتامين واو) في خيارات اللاعبين وبعيد كل البعد عن الأيادي الخفية.