لقي 73 شخصاً مصرعهم في إحدى القرى شمال شرق مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى أمس الجمعة، لكن الروايات حول ما حدث ما تزال متضاربة، ففي حين تتهم مصادر ميليشيا شيعية بالوقوف وراء العملية تلقي جهات أمنية اللوم على متطرفين. وكانت مصادر أمنية محلية أكدت أن «مسلحين اقتحموا مسجد مصعب بن عمير (للسنة) في قرية إمام ويس وأطلقوا النار على المصلين ما أودى بحياة 32 على الأقل وأسفر عن إصابة 30 آخرين». ولاحقاً، أعلنت مصادر طبية وصول عدد القتلى إلى 73. وتباينت المعلومات حول الجهة التي تقف وراء الحادث، حيث اتهمت النائبة السنية، ناهدة الدايني، ميليشيا شيعية تعرضت إلى هجوم ب «القيام برد فعل انتقامي من أهالي القرية». في الوقت نفسه، قال ضباط في الجيش إن «4 مسلحين ينتمون إلى داعش بينهم انتحاري هاجموا المسجد انتقاماً من سكان القرية الذين رفضوا مبايعتهم». وذكر ضابط في استخبارات الجيش أن «الانتحاري فجَّر نفسه وسط المسجد فيما قام المسلحون الثلاثة بإطلاق النار على الفارين من الانفجار». وأكد أن «عناصر الشرطة والعشائر حاولوا مطاردتهم، لكن عبوات ناسفة انفجرت فيهم» ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص. وعلى المستوى الرسمي، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، أن «عبوة ناسفة انفجرت في متطوعي الحشد الشعبي قرب مسجد مصعب بن عمير في ناحية حمرين، ما أدى إلى مقتل 8 منهم، وإصابة 3 آخرين». وأضاف معن أن «إطلاق نار عشوائياً وقع بعد التفجير، ما أسفر عن مقتل 8 من المصلين»، وقامت الشرطة بتطويق المكان ورفع جثث الضحايا. وتعتبر ديالى عراقاً مصغراً كونها تضم خليطاً من القوميات والأديان والمذاهب التي تعيش على أرض الرافدين. من جانب آخر، شنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر أمس لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في ديالى. وتمكن مسلحو «داعش» من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضوها مع قوات البشمركة الكردية مطلع الشهر الجاري. وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين، شيركو ميرويس، إن «قوات البشمركة تحركت في عدة محاور باتجاه بلدة جلولاء فجراً»، مشيراً إلى أنها «تحقق تقدماً بشكل مستمر، حيث فرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية». وأضاف أن «سيطرة البشمركة على منطقة كوباشي تعني قطع الطريق بين السعدية وجلولا» أي أن تحركات مقاتلي «داعش» أصبحت «تحت مرمى نيران البشمركة». وأفاد المسؤول الكردي بمقتل عنصرين من البشمركة وإصابة 9 آخرين فيما «قُتِلَ العشرات من عناصر الدولة الإسلامية». كما أكد القيادي الآخر في الاتحاد الوطني، ملا بختيار، العملية العسكرية. وقُتِلَ 10 من قوات البشمركة عندما هاجم مسلحو «داعش» في 11 أغسطس الجاري بلدة جلولاء الاستراتيجية التي تقع على بعد 130 كلم من الحدود الإيرانية. في السياق نفسه، أكد عقيد في الجيش أن القوات العراقية «تخوض معارك في السعدية حيث وصلت إلى أطرافها». وأشار إلى أن «العملية تجري بغطاء جوي كثيف، حيث سبق انطلاق العملية عمليات قصف جوي على مواقع داعش». والعملية المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة هي الثانية بعد سد الموصل الذي استعيد من «داعش» الأحد الماضي.