يواجه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والجماعات المسلحة الأخرى، الذين أحكموا سيطرتهم على مناطق متفرقة في شمال غرب العراق، الشهر الفائت، مقاومة على الأرض من قبل القوات الحكومية، والبشمركة، ومقاتلين شيعة، وعشائر سنية، ومتطوعين. وفي ما يلي عرض للمناطق الخمس الرئيسية، التي تشهد مواجهات شرسة لوقف هجمات التنظيم: 1- مصفى بيجي، الواقع على بعد 200 كلم شمال العاصمة بغداد، تقاتل فيه قوات عراقية خاصة معروفة باسم "سوات". ويُعد مصفى بيجي أحد أكبر مصافي البلاد، وكان لفترات طويلة يزوّد العراق بثلاثين في المائة من احتياجاتها من الوقود. ويحاصره مسلحو "داعش" منذ أسابيع، في وقت تواصل القوات الخاصة الدفاع عن الموقع، الذي يُعدّ مورداً اقتصادياً مهماً لمسلحي التنظيم. ونجم عن الاشتباكات الدائرة في المنطقة، أمس الأول (الخميس)، حريق كبير، لكن محاولات المسلحين لم تنقطع بهدف السيطرة على الموقع، إلا أن تفقد القوات الحكومية السيطرة عليه. 2- ناحية مرلي، الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد، تقاتل فيها العشائر التركمانية والقوات الحكومية. يفرض مسلحو "داعش" حصاراً من جميع الجهات على أمرلي منذ أكثر من خمسين يوماً، حيث حمل آلاف المدنيين السلاح في مواجهة هجمات التنظيم. والتحق متطوعون شيعة للقتال إلى جانب قوات الجيش، التي تحاول كسر الحصار المفروض على الناحية، في وقت يطالب أهالي البلدة الحكومة بتحرك سريع لتفادي "كارثة إنسانية". 3- جلولاء، الواقعة على بعد 130 كلم شمال شرق بغداد، وتقاتل فيها قوات البشمركة الكردية. تُعدّ جلولاء إحدى المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان. وتولت قوات البشمركة مسؤولية الدفاع عنها، بعد انسحاب الجيش العراقي من المواجهات التي اندلعت في مناطق متفرقة، بداية حزيران (يونيو) الماضي. وتقع المنطقة إلى الجنوب من إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، وتشهد مواجهات يومية، فقد خلالها البشمركة العشرات من المقاتلين. ولم تستطع قوات البشمركة رغم سيطرتها على الموقع، فرض سيطرة كاملة على جلولاء، والمناطق المحيطة بها، بسبب نقص العتاد والتمويل. 4- الضلوعية، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً شمال بغداد، تقاتل فيها قوات الشرطة والعشائر السنية والصحوات. تعرضت الضلوعية لهجمات متكررة من قبل مقاتلي "داعش"، لكن عشيرة الجبور كانت الوحيدة في التصدي لهم، ووقف هجماتهم، التي يحاولون من خلالها التقدم نحو بغداد. وشهدت الناحية اشتباكات شرسة، خصوصاً بعد انهيار أحد الجسور الرئيسية، الذي منع أي محاولة للهرب، كما أن أي تفكير بالاستسلام قد يؤدي إلى عمليات إعدام جماعية لأبناء القبائل التي تقف الآن إلى جانب الحكومة العراقية. 5 - جرف الصخر، هي مدينة صغيرة على ضفاف نهر الفرات، تقع على بعد خمسين كلم جنوب غرب بغداد، وتقاتل فيها القوات الحكومية ومقاتلون شيعة. تمتلك المدينة أهمية استراتيجية لوقوعها على طريق تصل بين معاقل "داعش" في الغرب، والمدن الواقعة جنوببغداد. وتشهد المدينة مواجهات شرسة، منذ بدء المواجهات ضد تنظيم "داعش"، وقُتل فيها 17 عسكرياً في آخر مواجهات وقعت أمس (الجمعة). ويستغل مسلحو "داعش" مدينة الفلوجة، التي يسيطرون عليها منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، قاعدةً خلفيةً لمقاتلة القوات الحكومية، بهدف تطويق بغداد والسيطرة على الطريق المؤدي إلى مدينة كربلاء المقدسة جنوباً.