أعادت الأهازيج البحرية و«الزهيريات»، بلدة دارين إلى زمن الغوص واللؤلؤ، في افتتاح فعاليات الملتقى الشبابي الترويحي الأول، الذي ينظمه المكتب الرئيس لرعاية الشباب في الشرقية، لمدة ثلاثة أيام، أمام القصر الأثري للطواش محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، في البلدة. وافتتح مدير مركز التنمية الاجتماعية في القطيف، محمد الزهراني، مساء أمس، فعاليات الملتقى، نيابة عن محافظ القطيف، خالد الصفيان، بحضور مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان، ومدير عام إدارة خدمات المنطقة بإمارة الشرقية أحمد الريس. وتنوعت فقرات برنامج حفل الافتتاح، الذي تضمن كلمة ألقاها الشاب سليم الذوادي، حث الشباب فيها على التمسك بالصفات الإسلامية، وعرض فيلم تثقيفي بعنوان «لماذا التخريب؟»، وتقديم ورقة بحثية عن البعد الحضاري والعمق التاريخي لجزيرة دارين، ألقاها المؤرخ المهندس جلال الهارون. وشارك النهام صالح العبيد في الحفل، الذي شهد أيضاً تقديم «زهيريات» من قبل الطواش خليفة الحمد، كم شهد عروضا للفنون الشعبية البحرية، والعرضة السعودية، ل «فرقة شباب دارين للفنون الشعبية»، وتنظيم مسابقات للأطفال. وأعرب مدير مركز التنمية الاجتماعية في القطيف، محمد الزهراني، عن سعادته بافتتاح الملتقى في «دارين الحضارة ودارين الأصالة ودارين التراث واللؤلؤ والمرجان»، متمنياً أن تستمر مثل هذه الفعاليات دائماً، لأن لها دورا في رعاية الشباب والحفاظ عليهم. أما مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان، فأوضح أن هذا الملتقى يأتي كباكورة عمل للمشاركة في مهرجانات الصيف، موضحا، أن المكتب الرئيس لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية حرص على دعمه وتنظيمه. وقال إن دارين تستحق مثل هذا الملتقى لبعدها الحضاري والتراثي في المنطقة الشرقية، مضيفا أن الملتقى يتزامن مع مهرجانات المنطقة الشرقية المتعددة، غير أنه يتفرد بأنه متنوع ما بين التراث والثقافة، وأن الموقع الذي يقام عليه مميز وجاذب للزوار. وتابع قائلا: من جانبنا، كهيئة عامة للسياحة والآثار، ننظر إلى هذه المبادرة، بأنها تستحق الثناء، ونعد بدعم الملتقى في الأعوام المقبلة، وكذلك المهرجانات الأخرى في دارين، لأن الهيئة تنظر لهذا الملتقى بأنه يرتبط بالمسيرة السياحية في البلدة التراثية، ذات البعد الحضاري، لافتا إلى أن الملتقى يأتي امتدادا لما تنفذه الهيئة في دارين، إذ قامت هذا العام في الرفع المساحي والمعماري لمبان تراثية فيها تمهيدا لاستكمال خطة على أرض الواقع، لكي تشكل دارين مستقبلا، بالتعاون مع الشركاء، لإعادة تهيئة دارين كبلدة سياحية جاذبة، لها بُعد سياحي وتراثي وحضاري، وتشكل منطقة جذب واسعة، تتميز بقربها من حاضرة الدمام والجبيل ودول مجلس التعاون الخليجي، «ما يعني أنه سيكون لها مستقبل زاهر». من جهته، أشار مدير إدارة تنشيط الاسثمار السياحي في إمارة المنطقة الشرقية، أحمد الرئيسي، أن هذا الملتقى يبرز البعد الثقافي والسياحي لدارين، ويتميز بالنشاطات الثقافية والاجتماعية، متمنياً أن يجذب الزوار للتعرف على هذه البلدة وتاريخها وحضارتها القديمة.