أُسدل الستار، مساء أول من أمس، على فعاليات مهرجان الساحل الشرقي»، التي أعادت إلى أذهان الكثير من سكان المنطقة، بعضاً من أحداث عايشوها، أو سمعوا بها، من «سنة الطبعة»، إلى «دشة الغوص»، و»معلم الكتاتيب»، و»زفة المعرس»، والسكك القديمة في أحياء الدمام، والقطيف، وتاروت، ودارين. وبين هذا وذاك أنماط الحياة والبيئة البحرية في المنطقة، وعادات الصيادين والبحارة وتقاليدهم، وطريقة عيشهم بتفاصيلها الصغيرة. وحرص آلاف الزوار على حضور ختام فعاليات المهرجان، بما قدمته من فعاليات «جاذبة»، في أجواء ربيعية ساهمت في إضفاء جو من المتعة. وتسابق الزوار على الحضور مبكراً، لحجز الصفوف الأمامية من القرية التراثية للفعاليات المكشوفة في الواجهة البحرية في الدمام. فيما قدر عدد زوار المهرجان، منذ انطلاقته وحتى اليوم الختامي بنحو نصف مليون زائر. وتميز المهرجان بالقرية التراثية التي تم إنشاؤها، لتعكس الطراز المعماري التراثي، وأيضا سوق «الساحل الشرقي» للحرف والصناعات اليدوية، وسوق المأكولات البحرية والمشروبات الشعبية. كما تضمن المهرجان ركناً للقطع التراثية. وضم المتاحف البحرية ومقتنيات الأفراد التي تم عرضها للسياح. وركناً للألعاب الشعبية ومجلس النوخذة للرواية، إذ تم تخصيص مجلس بطراز تراثي أو بيت شعر، وقدم خلاله الرواية والقصة القصيرة. كما تم تنظيم رحلات سياحية مصاحبة للمهرجان، بمسمى «رحلة النوخذة»، إذ تم تسيير قوارب تقليدية تحكي ما كان عليه الغواصون خلال رحلاتهم لصيد اللؤلؤ، وتبدأ بتوديع الغواصين باحتفالية تتخللها الأهازيج والمواويل المتعارف عليها. كما تضمنت سباق القوارب الشراعية والعروض البحرية للفنون الشعبية من خلال ألوان معينة من الفنون الشعبية المتعارف عليها والمتوارثة في المنطقة. بدوره، قال المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان: «إن المهرجان سعى إلى تغيير المستوى الثقافي في المجتمع». وذكر أن المهرجان هدف إلى «إبراز المقومات السياحية والتراثية البحرية في المنطقة، والعمل على استثمارها سياحياً، وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح إلى المنطقة، والمساهمة في جعل سواحلها من أهم المقاصد السياحية». كما هدف المهرجان إلى «تكوين انطباع عن الحياة البحرية، وتجربة سياحية ممتعة للسائح، إضافة إلى تأصيل المقومات السياحية للمنطقة، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية والمردود الاقتصادي من بيع المنتجات والخدمات للزوار والسياح، إذ أمكن توفير نحو 800 فرصة عمل في مواقع مختلفة في المهرجان». وقال البنيان: «إن المهرجان حقق نجاحاً. أشاد به الزوار والمسؤولون، الذين وجدوا فيه توجهاً مختلفاً عن المهرجانات السابقة، وبخاصة نجاحه في تجسيد البيئة والحياة البحرية التي كانت تميز المنطقة قديماً». ولفت إلى أن المهرجان «حقق ركائز النجاح للمهرجانات، بتحقيقه مردوداً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وجذباً سياحياً. كما حقق نقلة نوعية في تنوع البرامج والأنشطة البحرية التي تقام لأول مرة في سواحل المنطقة، من خلال توظيف المقومات السياحية المختلفة الثقافية والتراثية والبحرية، وفق الرؤية التي تضمنتها استراتيجية السياحة في المنطقة، ليكون أحد المهرجانات الرئيسة، التي تركز على أنشطة وفعاليات سياحية منوعة، تساهم في توظيف المقومات والأنماط السياحية في المنطقة».