دلفت إلى إحدى المكتبات الخاصة لأقتني كتب القيادة والإدارة والإرادة فلم أجد ما يشفي غليلي. فتركتها ورقية واستعنتها إلكترونية مما زاد من القيمة الدعائية والسوقية لها بسبب عدم وجودها في المكتبات. أزعم بأني لست بصدد الدفاع أو الهجوم وإنما لإحقاق حق ما بدا لي من اجتهاد، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان. هنا لمحة مهمة تعلمتها من علماء التنمية البشرية وتطوير الذات يقولون: عندما تتعارض مع أحدهم لأي سبب كان فدع عنك المفكر واهتم بالفكرة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها»، يعلمنا عليه الصلاة والسلام أبجديات وفن بل ثقافة الحوار لا الإلغاء، ليكون بذلك متمماً لمكارم الأخلاق فداك أبي وأمي يا رسول الله. «خذوا الحكمة ولو من أفواه المشركين»، وفي رواية «من أفواه المجانين»، قالها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مدركاً عظم الاستفادة من جميع العلوم والحكم «الدنيوية» من أي مصدر كان. كنت منذ صغري حالماً ومازلت على ذلك بل ازددت، كان حلمي أن أعيش وسط مدينة فاضلة كالتي خطط لها أفلاطون وما نجح. مدينتي هي جو روحاني يغمره الحب والطمأنينة بعيداً عن التعصب، والأهم من هذا وذاك هو تعميم روح التعايش، لنكن بذلك «خير أمة أخرجت للناس». يا سيداتي يا سادة يا من تقرأون كلماتي.. نعيش في حقبة زمنية لم يسبق لها مثيل من الانفتاح الفكري والسياسي وكلٌّ يغني على ليلاه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، جيد أن تتحدث وتتناقش مع زملائك وعائلتك في مختلف القضايا الاجتماعية المحلية والأخبار العربية، والأهم في نظري هو أن تغوص بذاتك لتكتشف حقيقة ما وهبك الله به من خصائص ومميزات تميزك عن غيرك، قال أحد العارفين بالله: «من عرف نفسه عرف ربه»، وكما يقال: «وتحسب أنك جرم صغير ** وفيك انطوى العالم الأكبر». أول كلمة نقلها رسول السماء إلى رسول الأرض هي «اقرأ»، قد لا تجد أفضل من الكتب، ولكن قد تتنازل إلى جيد لتحظى بالحكمة فبها تكون إنساناً قبل أن تكون مؤمناً.