عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً»، قلت: يا رسول الله، كم الرسل منهم؟ قال: «ثلثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير»، قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: «آدم»... انتهى الحديث. وفي القرآن الكريم لم يذكر سوى أسماء 25 ما بين رسول ونبي «عليهم الصلاة والسلام» أجمعين. قرأت أن الحديث الوارد أعلاه ضعيف، ولا أعلم حقيقةً عن مدى صحته لكني تساءلت عن بقية الأنبياء والرسل الذين لم يذكرهم الله عز وجل في كتابه لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وتساؤلي كان يقول: من هم وأين كانوا؟ ولماذا لم تتواتر أخبارهم على أقل تقدير بين الأمم الذين عاشوا في عصرهم؟ إلى أن تابعت حلقة من برنامج «العلم والإيمان» للراحل الدكتور مصطفى محمود، بعنوان «الأديان»، وطرح سؤالاً كالآتي «هل يوجد أنبياء غير الأنبياء المعروفين في التوراة والإنجيل والقرآن؟ واسترسل قائلاً إنه من المحتمل وجود الكثير من الأنبياء الذين بتقادم العهد اختلطت رسالاتهم بالكثير من التحريف». وهنا استحضرت الكثير من أسماء الفلاسفة الذين كانت رسائلهم توحيدية، وتساءلت هل كانوا فعلاً أنبياءً ورسلاً؟ ليقطع عليّ الدكتور مصطفى محمود هذا التساؤل، ويقول: إن أرسطو كان يرى أن الله خلق كل شيء، وأفلاطون كان يسمي الله مثال الخير، وكان يرى أن العالم ينقسم عالمين أما فيغن فكان يسمي الله «المطلق»، وكان يرى أن الأفكار تتلاقح وتصعد إلى الله سبحان وتعالى، و«بيركسون» يرى أن هناك قوة كانت سبب الوجود، و«شوبنهاور» كان يسميها الإرادة. حدثني أحد الأصدقاء أن هناك اعتقادات كبيرة أن «كونفيشيوس» كان نبياً عاش في الصين، ومنه انطلقت «الكونفشيوسية» التي تهتم بالعلاقات الإنسانية والسلوكيات الاجتماعية وعلاقة البشر في ما بينهم... إلخ. أعلم جيداً بأني لست الوحيد الذي فكر أو تفكّر في هذا الموضوع، وربما غيري أغرق نفسه في البحث والقراءة، وأن الكثير من أسماء الذين نعتقد أنهم فلاسفة كانوا أنبياءً تواترت لنا أخبارهم مخلوطة بالكثير من الوثنيات بسبب التقادم، كما قال الدكتور مصطفى محمود، لأني مؤمن فعلاً بالآية الكريمة التي تقول (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). Fhhhhd@